كتاب مجتمع المدينة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 1)

6…أما وقد ألممنا بشيء عن ابن حجر وكتابه الإصابة، كأحد المصنفات القيمة في أسماء الصحابة، فنرى أن عرض بإيجاز للمصادر والمراجع الأخرى، التي اعتمدت عليها - بصفة عامة - في كتابة هذا البحث. وبالإمكان القول، إن هذه المصادر والمراجع - تسهيلاً لعرضها - تنحصر في مجموعات، أولها، كتب السير والطبقات وأسماء الصحابة. ويأتي في مقدمة هذه المجموعة، كتاب (سيرة النبي، صلى الله عليه وسلم)، لابن إسحاق (ت151هـ / 762م)، وهي السيرة التي وصلتنا بتهذيب عبدالملك بن هشام (ت218هـ / 833م)، وتعد، أقدم أثر وصل إلينا من آثار علماء الإسلام (1). كما يعتبر ابن إسحاق من أوائل من جمع مغازي الرسول (2). وقالوا عنه: لا يزال في الناس علم ما عاش محمد بن إسحاق. وكان ثبتاً في الحديث عند أكثر العلماء. وأما في المغازي والسير فلا تجهل إمامته (3). وكان رجوعي إلى سيرة ابن إسحاق - عند كتابة هذا البحث - في الأمور التي تتعلق بإرهاصات الهجرة إلى المدينة، وتتبع خطوات البيعة الكبرى، التي عقدت بين الرسول صلى الله عليه وسلم، وبين أهل يثرب، الأوس والخزرج. وغير ذلك من الأمور، التي تعالج حركة البعوث والغزوات والمعاهدات، خلال العصر النبوي. وقد رجعت أيضاً، إلى كتاب الواقدي (ت207هـ)،ن المعروف باسم (مغازي رسول الله). وقد شهد للواقدي بأنه كان صدوقاً (4) ثقة. وقد أفادني كتابه، فميا له علاقة بالتاريخ السياسي والحربي وبعض الأمور الاجتماعية، مثل طبيعة التكافل الاجتماعي ومستوى الحالة المعيشية في المدينة، خلال العصر النبوي. كما أن كتاب ابن سعد (ت230هـ / 845م)، (الطبقات الكبرى)، قد أمدني بمعلومات جيدة، فيما يختص بالنواحي الاجتماعية والاقتصادية، وكذلك فيما يختص بالحالة الاجتماعية وطريقة العيش. خلال العصر النبوي. ويعد كتاب ابن سعد، من أوثق ما دون في هذا العلم. كما أن كتاب ابن قدامه (ت620هـ)، ا (الاستبصار في نسب الصحابة من الأنصار)، يعد من الكتب القيمة التي تعطي معلومات وافية عن قبيلتي الأوس والخزرج، وتذكر أنسابهم ودخولهم في الإسلام، ودورهم الكبير في احتضان الدعوة الإسلامية، وإقامة دولة الهجرة في المدينة. وقد اعتمدت على النسخة المخطوطة منه (5). رغبة مني في الاستفادة مما قد يدون على حواشيها من معلومات. هذا بالإضافة إلى رجوعي إلى كثير من الكتب في هذا الحقل مثل كتاب ابن عبد البر (ت463هـ / 1070م)، (الاستيعاب في أسماء الأصحاب)، وكتاب ابن الأثير (ت630هـ / 1238م)، (أسد الغابة في معرفة الصحابة)، وابن كثير (ت774هـ / 1373م)، السيرة النبوية)، والذهبي (ت748هـ / 1348م)، (سير أعلام النبلاء). وغيرها من الكتب التي سوف نثبت أسماءها آخر هذا البحث.…
__________
(1) انظر: ابن اسحاق: السيرة، جـ1، ص10 - 11 (مقدمة المحقق محمد محيي الدين عبدالحميد). (2) ابن إسحاق: نفس المصدر، جـ1، ص9 (مقدمة المحقق). (3) القنوجي: التاج المكلل، ص111 - 12. (4) القنوجي: نفس المصدر، ص123. (5) انظر النسخة المطبوعة، تحقيق علي نويهض، بيروت، 1971م.

الصفحة 6