كتاب مجتمع المدينة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 1)
64…النساء (1). وقد يسمون أهل العقبة الثانية (2)، على اعتبار أن النفر الستة من الخزرج الذين وافوا الرسول صلى الله عليه وسلم، في العام السابق كانوا أهل العقبة الأولى ولم يكن يومها بيعة (3). وذكر أن بيعة النساء إنما كانت على السمع والطاعة في النشاط والكسل وعلى النفقة في العسر واليسر وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعلى أن ينصروه إذا قدم عليهم يثرب فيمنعونه مما يمنعون به أنفسهم وأهلهم ولهم الجنة (4). ثم رجعوا إلى المدينة وكان رأس الدعاة أسعد بن زرارة (5)، وقد زاد عدد المسلمين على الأربعين فكان أسعد بن زرارة يجمع بهم (6). ثم أرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلبوا منه معلماً يعلمهم القرآن. فبعث إليهم مصعب بن عمير (7). وكان الأوس والخزرج قد كتبوا بذلك إلى رسول الله كتاباً يطلبون إرسال من يعلمهم ويفقهم في الإسلام (8). وقيل أن الرسول صلى الله عليه وسلم، بعث مصعب بن عمير يقرئهم القرآن ويفقههم في الدين، حال انصرافهم (9). فنزل على أسعد بن زرارة وكان يصلي بهم (10). وقد أسلم على يدي مصعب خلق كثير من الأنصار، وكان يدعو الناس سراً (11)، إلى أن أسلم سيد الأوس سعد بن معاذ وابن عمه أسيد بن حضير (12). وقد ترتب على إسلام هاتين…
__________
(1) ابن إسحاق: المصدر السابق، جـ2، ص294، ابن الحاج: رفع الخفاء، ورقة 65. وقيل بيعة النساء، أي وفق بيعة النساء التي نزلت بعد فتح مكة وهي أن لا نشرك بالله ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف والسمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وآثره علينا وأن لا ننازع الأمر أهله. (انظر: الديار بكري: تاريخ الخميس، جـ1، ص316 - 317). (2) ابن الحاج: المصدر السابق، ورقة 65، الديار بكري: المصدر السابق، جـ1، ص316. (3) السمهودي: الوفاء، جـ1، ص222 - 223، الذهبي: المصدر السابق، جـ1، ص171 - 172. (4) الذهبي: نفس المصدر، جـ1، ص172 - 173، أبو القاسم: المصدر السابق، ورقة 56. (5) الذهبي: تاريخ، جـ1، ص173 - 174، ابن الحاج: رفع الخفاء، ورقة 65. (6) ابن عبد البر: الاستيعاب (هامش كتاب الإصابة، جـ1)، ص84، ابن الحاج: المصدر السابق، ورقة 65، الذهبي: المصدر السابق، جـ1، ص173 - 174، (7) ابن إسحاق: السيرة، جـ2، ص296، ابن الحاج: المصدر السابق، ورقة 65. (8) أبو القاسم: المبعث والمغازي، ورقة 56. (9) ابن إسحاق: المصدر السابق، جـ2، ص296. (10) ابن إسحاق: نفس المكان. (11) الذهبي: المصدر السابق، جـ1، ص174. (12) ابن إسحاق: المصدر السابق، جـ2، ص297 - 299، ابن إسحاق: المصدر السابق، ورقة 65، ابن الحاج: المصدر السابق، ورقة 65. أبو القاسم: المصدر السابق، ورقة 56.