كتاب مجتمع المدينة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 1)
72…ثم إن علاقات الجوار والرغبة في طلب فرص معيشية أفضل تعد إحدى الدوافع لمحالفة أفراد قبيلة ما لقبيلة أخرى. وهذا ما يمكن ملاحظته في كثرة حلفاء الأوس والخزرج من بلى وجهينة، وقد ذكر منهم ابن حجر (1) حوالي خمسين صحابياً بلوياً وجهنياً. فمن بلى أكثر من العشرين ونحو ذلك العدد من جهينة. وكان ابن زبالة قد ذكر أن ممن كان من العرب مع يهود بيثرب، قبل الأنصار هم بنو أنيف، حي من بلى (2)، وقيل أن بني أنيف من ولد جشم بن تميم بن عوذ مناة بن تاج من بلى (3). وقد عد بنو أنيف في الأنصار لمحالفتهم لهم (4). ويلتقي نسب جهينة مع بلى في الحافي بن قضاعة (5). وتقع مساكنهم على ساحل البحر الأحمر من جنوبي ديار بلى حتى ينبع (6). ويلي بلى وجهينة في كثرة الحلفاء، قبيلة أشجع، فمنهم ما يقارب العشرين صحابياً (7). وأشجع من غطفان بن قيس عيلان (8). وتقع منازلهم بضواحي المدينة (9). وقد ذكر ابن حجر في كتاب الإصابة (10)، بعض أسماء القبائل العربية التي كان منها أفراد حالفوا الأوس والخزرج هم: مزينة، عبس، تميم، بجيلة، فزارة، أزد شنوءة، أسد بن خزيمة، غطفان، جذام، سليم، بهران، كندة، خزاعة، قضاعة، أسلم، حمير، حضرموت، قريش، سعد العشيرة، عكل. ولم يتعد ما ذكره ابن حجر من كل قبيلة العشرة اشخاص تقريباً.…
__________
(1) الإصابة، في اماكن متفرقة من الأجزاء الأربعة. وبنو بلى هم من ولد بلى بن عمرو بن الحافي بن قضاعة. (انظر: ابن حزم الجمهرة، ص442). وتقع مساكنهم بين المدينة ووادي القرى من منقطع دار جهينة إلى حد دار جذام بالنبك، على شاطئ البحر الأحمر. ثم لها ميامن البر إلى حد تبوك ثم إلى جبال الشرارة، ثم إلى معان، ثم راجعاً إلى أيلة. (انظر: الهمداني: صفة جزيرة العرب، ص273، كحالة: معجم قبائل العرب، جـ1، ص105). والنبك: هو المعروف الآن باسم المويلج. (انظر: الحربي: كتاب المناسك، ص651، تحقيق حمد الجاسر، الهامش رقم (1)، نفس المصدر، ص273). (2) السمهودي: الوفاء، جـ1، ص162. (3) ابن حزم: المصدر السابق، ص442. (4) ابن حزم: نفس المكان. (5) ابن حزم: نفس المصدر، ص442 - 443. (6) كحالة: المرجع السابق، جـ1، ص214. (7) ابن حجر: المصدر السابق، في أماكن متفرقة من أجزاء الكتاب الأربعة. (8) ابن حزم: المصدر السابق، ص249. (9) كحالة: المرجع السابق، جـ1، ص29. (10) انظر الأجزاء الأربعة في أماكن متفرقة.