كتاب مجتمع المدينة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 1)

74…بدار عشرون مملوكاً (1). وكان من شقران، وهو مملوك للنبي صلى الله عليه وسلم ولم يسهم له بشيء، وكان على الأسرى فأجزاء كل رجل له أسير، فأصاب أكثر مما أصاب رجل من القوم (2). وكان السبي أحد أسباب وجود الأرقاء في المدينة على عهد النبي (ص). وهم في الغالب، من القبائل العربية ممن أفاء الله على رسوله (3). ولم يكن أسر هؤلاء العرب لمجرد استرقاقهم بقدر ما كان يستهدف تحريرهم من ضغوط ربما كانت تمنعهم من دخول الإسلام داخل قبائلهم. ولذا نجد أنهم يعاملون معاملة إنسانية عالية، فلم يكن يفرق بين المرأة وابنها (4)، أو بينها وبين زوجها إذا كانت تريده ويريدها (5). وكان النبي صلى الله عليه وسلم ومعظم الصحابة كثيراً ما يمنون على هؤلاء الأسرى بالعتق بعد وصولهم إلى المدينة (6). وكانت السبايا العربيات يمهرن مهور نساء العرب، على عهد أبي بكر (7). وربما كان هذا جرياً أيضاً في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، لقرب الفترة الزمنية، بالإضافة إلى حرص الصحابة على الاقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد يكون البيع أحد أسباب الرق في العرب، وهو أكثر شيوعاً، قبيل الهجرة، حيث كان الرجل يقدم بقريبته فيبيعها على من يتسررها (8). وكان من هؤلاء عدد كبير في المدينة (9). وفي المدينة فئة من الموالي كانوا يعرفون باسم المولدين، ينسبون إلى بلدانهم أو قبائلهم فيقال: مولدي…
__________
(1) الواقدي: المغازي، جـ1، ص153 (طبعة أكسفورد)، ابن حجر: الإصابة، جـ3، ص601. (2) الواقدي: المصدر السابق، جـ1، ص153 (طبعة أكسفورد). (3) ابن حجر: المصدر السابق، جـ2، ص214، 367، جـ3، ص466 - 467. (4) ابن حجر: نفس المكان. (5) ابن حجر: نفس المصدر، جـ3، ص452. (6) ابن حجر: نفس المصدر، جـ1، ص489 - 490، جـ2، ص367. (7) ابن حبيب: المنمق، ص505. (8) ابن حجر: الإصابة، جـ1، ص302. (9) ابن حجر: نفس المصدر، جـ3، ص543، 486، البلاذري: الأنساب، جـ1، ص484 (تحقيق حميد الله).

الصفحة 74