كتاب مجتمع المدينة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 1)

84…بدر خرج عدد منهم مع المشركين فلما تراءى الجمعان انحازوا إلى المسلمين (1). كما أن من المشركين من أظهر إسلامه بعد المعركة (2). وأثناء فتح خيبر قدم مع جعفر بن أبي طالب من الحبشة كثير من قريش ممن كانوا قد هاجروا إليها فرارً بدينهم (3). وقد كان قدوم أولئك تنفيذاً لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم . فهو الذي طلب قدومهم، وكانت تحملهم سفينتان (4). وقد حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على قدوم من هاجر إلى الحبشة لما كان يتوسمه فيهم من عزيمة لسبقهم في دخول الإسلام، وصدق إيمانهم، وقوة تحملهم وصبرهم على الشدائد (5). فكان يقول عن عبدالله بن جحش، أحد المهاجرين إلى الحبش: لا بعثن عليكم رجلاً أصبركم على الجوع والعطش (6). وخلال الفترة، التي كانت بين عام خيبر وفتح مكة، أسلم عدد من قريش وهاجروا إلى المدينة. وكان منهم جماعة عرفوا باسم السبعين. وانت هجرتهم عام خيبر (7). وقد جاءت تسمية أولئك باسم السبعين نسبة إلى عددهم. إذ كانوا سبعين جلاً جميعهم من بني عدي بن كعب. والذي ذكر منهم: مسعود بن سويد بن حارثة العدوي، ومسعود بن الأسود بن حارثة العدوي، والحارث بن عمرو بن مؤمل العدوي (8). وقبيل الفتح هاجر خالد بن الوليد وخرج معه فتية من قريش قدموا المدينة فأسلموا (9).…
__________
(1) الواقدي: المصدر السابق، جـ1، ص156 - 157 (طبعة أكسفورد)، ابن سعد: المصدر السابق، جـ3، ص406، ابن حجر: المصدر السابق، جـ2، ص437. (2) ابن حجر: نفس المصدر، جـ1، ص311، جـ2، ص261. (3) ابن إسحاق: السيرة، جـ3، ص818 - 826، ابن حجر: المصدر السابق، جـ2، ص292. (4) ابن إسحاق: المصدر السابق، جـ3، ص818، ابن الحاج: المصدر السابق، ورقة 71، ابن حجر: المصدر السابق، جـ1، ص237، جـ2، ص289، 356 - 357، 461. (5) ابن حجر: الإصابة، جـ1، ص237، 291، جـ2، ص286 - 287، 475، جـ3، ص31 - 32، وفي أماكن متفرقة. (6) ابن حجر: نفس المصدر، جـ2، ص286 - 287. (7) ابن حجر: نفس المصدر، جـ1، ص285، جـ3، ص409 - 411. (8) ابن حجر: نفس المكان. (9) ابن إسحاق: السيرة، جـ2، ص748 - 749، ابن حجر: المصدر السابق، جـ1، ص237.

الصفحة 84