كتاب مجتمع المدينة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم (اسم الجزء: 1)

9…ويتناول الفصل الثاني، بالدراسة، عناصر السكان في المدينة، قبيل الإسلام وبعده. حيث يتعرض في الفقرة الأولى، لذكر قبائل اليهود، وحقيقة وجودهم في المنطقة، وطبيعة ذلك الوجود. وقد حاولنا التعرف على حقيقة، نسب بعض القبائل اليهودية. وناقشنا الفكرة التي تتعرض لذكر تهود بعض العرب. كما أننا، لم نغفل تقديم إحصاء تقريب لأعداد اليهود. وكذلك تعرضنا لذكر وضعهم الاجتماعي والاقتصادي، قبيل الهجرة وبعدها، ولأنه كان معروفاً. أن وجود اليهود في المدينة - بعد الهجرة - لم يدم طويلاً لأمور بدرت منهم. لهذا حاولنا، خلال البحث، أن نذكر طبيعة نواياهم تجاه الإسلام واتباعه في المدينة، كما أشارت الدراسة إلى مدى مكابرة وعناد معظمهم، في مسألة الإيمان بمحمد رسول الله، مع أنهم كانوا عل معرفة بعلامات نبوته، التي ذكرت في كتب أحبارهم. وختم الحديث عن اليهود، بإشارة إلى بعض العناصر الدينية غير اليهودية في المدينة بعد أن تم إجلاء معظم أفراد وقبائل اليهود الكبرى عن المدينة. ثم وصل الحديث بعد ذلك في الفقرة الثانية، بذكر قبيلتي الأوس والخزرج وحلفائهم من العرب، حيث ذكر نسبهم وتفرعاتهم وزمن هجرتهم إلى المدينة من اليمن. كما تناولت هذه الفقرة، طبيعة العلاقات، التي قامت بينهم وبين اليهود إلى مابعد الهجرة. وفي هذه الفقرة أيضاً، محاولة لإلقاء بعض الضوء على حقيقة صلة الأوس والخزرج بالقوى السياسية في الشام، ومدى استجابة ونجاح الأوس والخزرج للغزل السياسي الذي تعرضوا له، من قبل الروم، بغية استخدامهم ضد منافسيهم من الفرس وحلفائهم اليهود، كما أشير، في هذه الفقرة، إلى دور الأوس والخزرج وريادتهم في نصر الإسلام، وكذلك دعوتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، للهجرة إليهم معززين مكرمين. ولم يفتني أن أشير إلى وضع المنافقين، وهم فئة قليلة - معظمهم من الأوس والخزرج - رأوا أن استقرار الرسول ومعه المهاجرين في المدينة، يعد اغتصاباً لسيادتهم، وتعدياً على حقوقهم الوطنية، وكان على رأس هذه الفئة، عبدالله بن أبي بن سلول. وأخيراً تطرقت الدراسة إلى ذكر حلفاء الأنصار من العرب. حيث أشير إلى أسماء بعض القبائل التي كان لأفرادها حلف في بطون الأوس والخزرج، مع ذكر طبيعة وأسباب هذا الحلف. أما الفقرة الاثلثة في هذا الفصل، فهي عرض لحالة الموالي والعبيد في المجتمع المدني، خلال العصر النبوي. كما تطرقت الدراسة إلى ذكر أهم مصادر هؤلاء. وكذلك ذكرت مهنهم وحرفهم وشيئاً عن تأثيرهم في المجتع. وقد أفردت الفقرة الرابعة للحديث عن قبيلتي قريش وثقيف. حيث استهلت بذكر الصلات القديمة بينهم. ثم تطرقت إلى تبيان طبيعة دخولهم الإسلام، ومن ثم طبيعة هجرتهم إلى المدينة. وقد أشير إلى منزلة قريش وثقيف في الإسلام، ودورهم الكبير في المشاركة، في معظم فعاليات المجتمع. أما الفقرة الأخيرة في هذا الفصل، فهي مختصة بذكر سائر المهاجرين من قبائل العرب وأفنائهم. وقد حاولنا، إعطاء صورة تقريبية للإحصاء التقريبي العام لهؤلاء، وكذلك لعامة الصحابة في المدينة. مشيرين في هذا، لمعدل تدفقهم على المدينة. وكذلك ذكر أسباب ضآلة الأعداد المهاجرة لبعض القبائل، وتفضيلهم البقاء في بلدانهم. ولما كان لعامة المهاجرين، كغيرهم، نشاط واسع في المجتمع المدني. لهذا أشير في هذه الفقرة، إلى هذا النشاط، في نواحيه العامة، الدينية والعلمية، والحربية وغير ذلك.…

الصفحة 9