11
مقدمة الكاتب العبقري
الدكتور محمد حسين بك هيكل
طالما قرأ الناس في ترجمة المعري أسماء كثيرة من الكتب لم تذعها المطابع على الناس.
فيما خلا سقط الزند، ولزوم ما لا يلزم، ورسالة الغفران: لا يكاد الناس يعرفون من تواليف شيخ المعرة غير اسمائها.
وذلك على رغم ما تجري به كتب التراجم من الإشادة بعشراتها والتنويه خير التنويه بها؛ ولهذا السبب شاع في الناس الاعتقاد بأن هذه المؤلفات القيمة قد طواها الفناء واشتملها البلى ولم يبق في العثور على شيء منها رجاء.
وهذا كتاب (عبث الوليد) الذي ألفه شيخ المعرة في نقد شعر البحتري يبعث إلى عالم النشر بفضل الأديب المدني النابه السيد أسعد الطرابزوني.
وهذه مقدمته للأستاذ الكبير شكيب أرسلان تبشرنا بأن شرح المعري للمتنبي بعض ما في خزاينه.
وقد أتيح لي وأنا بالمدين المنورة أن أطلع بمكتبة شيخ الإسلام عارف حكمت على نسخة خطية من كتاب المعري معجز أحمد فلا موضع لليأس إذن من العثور على هذه المؤلفات النفسية القديمة في قمطرات المكابت العامة والخاصة ما كلف المرء نفسه عناء التنقيب عنها والتدقيق في صحة نسبتها وعمل على طبعها ونشرها مضبوطة مهمشة بما ستتحق من ملاحظات.
والتدقيق في نسبة المخطوطات إلى أصحابها أمر له كل الخطر. لذلك عني