16
الى المدينة للمهاجرين ثم سماء الجبال والهضبات والآبار والتلاع والوديان والقربى والعيون وقد افتتح تاريخه صاحب التأليف الشيخ أحمد بن عبد الحميد العباسي بأول من سكن المدينة حيث تبلبلت الالسن في بابل وافترقت على اثنين وسبعين لساناً.
فأول من نزلها (يثرب) الذي سميت المدينة باسمه وهو يثرب بن قانية بن مهلاييل بن إرم بن عبيل ابن إرم بن سام بن نوح عليه السلام، ومما أذكره لصاحب التأليف مما فتح الله عليه كثيراً ما أحيا من المساجد والمآثر وأظهر جهتها وعينها وأهمها سقيفة بني ساعدة التي تخبطت التواريخ في تعيين جهتها قثد أثبتها بشواهد عظيمة مثبتة كما هو مبين في تاريخه، واقول أن له اليد الطولى في العلم والادب والعربية ويشهد له بذلك كل من تصفح هذا السفر العظيم وبعد أن قد تم نسخه قدمته لعلامة عصره الوحيد في علم اللغة العربية، المتمسك بالآثار النبوية، حامي حمى التوحيد في العصور الردية، أستاذي ومولاي الشيخ محمد الطيب الانصاري غفر الله له لتصحيحه وتحرير ألفاظه ثم قمت بدوري وأضفت اليه بعض أبحاث علمية وأوضحت بعض غوامضه وبعض الآثار التي أذكرها المؤلف وكيف هي اليوم وبيد من ولا أقول أني قدمت للقراء بحثاً ضافياً عن هذا السفر الجليل لما فيه مما يسحر القارئ (والدم في النصل شاهد عجب) واكتفيت بما للمؤلف من الآيات البينات (وأبدي ملاحظة للقراء) أن المؤلف اذا أتى مثلاً حرف الالف يبين في هذا الباب كل مأثر مر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلى فيه في عموم الحجاز وغيره، وإنها لفائدة عظيمة محسوسة ثم اني أقدم ثنائي بالشكر العظيم لاستاذي الفاضل مولاي الشيخ الطيب الانصاري المدرس بالحرم اشلريف النبوي الذي أينعت ثمرته في تلاميذه.
وهاهم ولله الحمد منهم القضاة، ومنهم المدرسون بالحرم النبوي الشريف ومنهم بالمدارس ومنهم الموظفون بأكبر المهن في هذه الحكومة السنية أكثر الله من أمثاله المخلصين الرافعين أصواتهم بكلمة التوحيد واني أشكر مولاي في مساعدتي جل