25
الباب الأول في فضل الزيارة الشريفة وآدابها
وتأكيد استحبابها وذكر شيء من لطائفها وأسرارها
والحض على الصبر على لأوائها أيام جوارها
اعلم أن زيارة سيد الاولين والآخرين صلى الله عيله وسلم، والسلام عليه عند قبره من القربات التي لا يرتاب فيها من منحه الله فطرة سليمة وقريحة مستقيمة من السملمين وقد مدحه الله في كتابه القديم (1) فقال: (يا أيها الذين (2) آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول) الآية وقال تعاليى: (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً) الآية وقال تعالى: (واذا أخذنا من النبيين ميثاقهم). الآية.
قال علي رضي الله عنه: _لم يبعث له نبياً - آذم فمن دونه - الا أخذ عليه العهد في محمد صلى الله عيله وسلم لئن بعثته لتؤمن به ولتصرنه) وقد صرحت الآيات بإكرام الانبياء قاطبة والتعظيم له جملة وتفصيلا.
وفي حديث رجال الشيخين عن ابن عباس رضي الله عنهما (أوحى الله
__________
(1) الذين يغضون أصواتهم عند مخاطبته ونهى عن رفع الصوت فوق صوته وسجل على من يناديه من وراء حجراته بعدم العقل.
(2) قال المؤلف رحمه الله: مذكرا النهي لزوار قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالآية الشريفة.
(يا أيها الذين آمنوا) فالأدب الفرضي على من وقف بالحضرة الشريفة أن لا يرفع صوته مخافة أن يحبط عمله.
فعلى الزائرين الكرام أن لا ييتقيدوا مع الداعين في المواجهة برفع الصوت.