كتاب عمدة الأخبار في مدينة المختار

26
الى عيسى آمن محمد ومر من أدركه من أمتلك أن يؤمنوا به) وفي الصحيح: (لو كان موسى حياً ما وسعه الا اتباعي) وفي حديث (1) ابن عباس يرفعه (أنا أكرم الأولين ولا فخر) وفي حديث (2) قوله صلى الله عليه وسلم:
__________
(1) يجب على الذين يتلون الحديث وكذلك حديث أنا سيد ولد آدم ولا فخر أن لا يتبادر إلى أذهانهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقصد بقوله ولا فخر التعاظم وإن قدره أعظم من ذلك كما يظن من يتفوه بهذه الكلمة بل مقصوده صلى الله عيله وسلم إني لا أقول ذلك فخراً على الأنبياء إنما قلته تحدثاً بنعمة الله امتثالاً لقوله تعالى (وأما بنعمة ربك فحدث) ويؤيد ذلك قوله تعالى: (إن الله لا يحب كل مختل فخور).
(2) قال وسمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول: قال رسول الله صلى الله عيله وسلم من لكعب بن الأشراف فانه قد آذى الله ورسوله فقام محمد بن مسلمة. قال يا رسول الله أتحب أن أقتله. قال: نعم قال: فائذن لي أن أقول شيئاً قال: قل. فأتاه محمد بن مسلمة. فقال: إن هذا الرجل قد سألنا صدقة وأنه قد عنانا وإني قد أتيتك استسفك قال وأيضاً والله لتملنه قال: إناقد ابتعناه فلا نحب حتى ننظر إي شيء يصير شأنه وقد أردنا أن تسلفنا وسقاً أو وسقين (وحدثنا عمرة غير مرة فلم يذكر وسقاً فقلت له فيه وسقاً أو وسقين فقال: أرى فيه وسقا أو وسقين). فقال: نعم: إرهنونى. قال: أي شيء تريد؟ قال: إرهنوني نساءكم. قالوا: كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب. قال: فارهنوني ابناءكم. قالوا: كيف نرهنك أبناءنا فيسب أحدهم. فيقال: رهن بوسق أو وسقين هذا عار علينا ولكنا نرهنك اللامة. قال أبو سفيان: يعني السلاح قواعده أن يأتيه فجاءه ليلا ومعه أبو نائلة وهو أخو كعب بن الرضاعة فدعاهم إلى الحصن فنزل اليهم. فقالت له امرأته: أين تخرج هذه الساعة؟ فقال: انما هو محمد بنو سلمة وأخي أبو نائلة. وقال غير عمرو. قالت: أسمع صوتاً كأنه يقطر منه الدم. قال: ويدخل محمد بنمسلمة معه رجلان قيل لسفيان سماهم عمرو. قال: سمى بعضهم. قال عمرو وجاء معه برجلين وقال غير عمرو: أبو عيسى بن جبر والحرث بن أوس وعباد بن بشر. قال عمرو وجاء معه برجلين فقال: إذا ما جاء فاني نائل بشعره فاشتمه فاذا رأيتموني استمكنت من رأسه فدونكم فاضبروه. وقال مرة ثم أشمكم فنزل اليهم متوحشا وهو ينفخ منه ريح الطيب. قال: ما رأيت كاليوم ريحاً أطيب. وقال غير عمرو قال: عندي أعطر نساء العرب وأكمل العرب. قال عمرو فقال: أتأذن لي أن أشم رأسك؟ قال: نعم فلما استمكن منه قال دونكم فقتلوه ثم أتو النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه. رواه البخاري. الجزء الثالث صحيفة (12) وبما أن هذه =

الصفحة 26