كتاب عمدة الأخبار في مدينة المختار

27
((من لكعب بن الاشرف فإنه قد آذي الله ورسوله)) وقوله صلى الله عليه وسلم: ((من سب نبياً فاقتلوه ومن سب أصحابي فاضربوه)) وأما الإجماع فأمر جلي واضح في تعظيمه صلى الله عليه وسلم وأن كل من نقصه أو عابه أو ألحق به في نفسه نقصاً على طريق السب له والازدراء عليه والتصغير لشانه يقتل.
قال ابن المنذر: أجمع عامة أهل العلم أن من سب النبي صلى الله عليه وسلم فهو كافر واجب القتل وممن قال بذلك وأحمد واسحاق وهو مذهب الشافعي وهو مقتضى قول أبي بكر الصيدق ولا تقبل توبته عندهم وبمثله قال أبو حنيفة وأصحابه والثوري وأهل الكوفة والاوزاعي ولكنهم قالوا هو ردة وعلى هذا وقع الاختلاف في استتابته وتكفيره وهل قتله حداً أو كفراً ولا نعلم خلافاً في استباحة دمعه بين علماء الامصار وسلف الامة وذكر غير واحد اجماع الامة على قتله وتكفيره.
قال محمد بن سحنون أجمع العلماء على أن شاتم النبي صلى الله عليه وسلم
__________
= الرواية هي أثبتت الروايات وأصحها فقد اخترتها عن كثير ما ورد في ذلك (2) قد ذكر المؤلف رحمه الله رأى الصحابة والأمة رضوان الله عليهم ولم يستشهد بحديث في ذلك فرايت من الواجب أن أذكر قصة في هذا المقام وقعت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم نقلا من سنن أبي داود في الجزء الرابع صحيفة (129) عن ابن عباس رضي الله عنه إن أعمى كانت له أم ولد تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه فينهاها فلا تنتهي ويزجرها فلا تزدجر. قال: فلما كانت ذات ليلة جعلت تقع في النبي صلى الله عليه وسلم وتشتمته فأخذ المغول فوضعه في بطنها واتكأ عليها فقتلها فوقع بين رجليها طفل فلطخت ما هنالك بالدم فلما أصبح ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فجمع الناس فقال: أنشد الله رجلاً فعل ما فعل لي عليه حق إلا قام مقام الأعمى يتخطي الناس وهو ينزلق حتى قعد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أنا صاحبها كانت تشتمك وتقع فيك فأنهاها وأزجرها فلا تزدجر ولي منها بانان مثل اللؤلؤتين وكانت بي رفيقة فلما كانت البارحة جعلت تشتمك وتقع فيك فأخذت المغول فوضعته في بطنها واتكأت عليها حتى قتلتها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم وأشهد أن دمها هدر انتهى.
الناشر.

الصفحة 27