كتاب عمدة الأخبار في مدينة المختار

340 ... أنها قالت: لما قدمت الميدنة نزلت في بني الحارق بالسنح. الحديث، حين تزوج مليكة قبل وحبيبة بنت خارجة بن زيد من الأنصار، وهو في طرف من اطراف المدينة وهي منازل بني الحارث بن الخزرج من الأنصار بعوالي المدينة وبينها وبين النبي صلى الله عليه وسلم ميل وكان بها اطم يقال له النسخ، ولما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتفعت الرنة ودهش الناس وطاشت عقولهم وافحموا واختلطوا فمنهم من خبل ومنهم من أصمت ومنهم من أقعد إلى الأرض وكان عمر ممن خبل وجعل يصيح ويحلف ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ممن خرس عثمان حتى يذهب به ولا يستطيع كلاماً وكان ممن أقعد علي فلم يستطيع حراكاً وبلغ الخبر أبا بكر رضي الله عنهم، وكان هو بالسنح فجاء وعيناه تهملان وهو يقول بأبي أنت طبت حياً وميتاً وانقطع لموتك ما لم ينقطع لموت احد من الأنبياء: النبوة) القصة في مصيبة العالم على الدوام.
سنحة: هي المرأة الواحدة من سنخ السانح إذا ولاك ميامنه: اسم موضع بالمدينة.
السِن: بالكسر: جبل بالمدينة قرب جبل احد وموضع بالعراق وقلعة بالجزيرة.
السواج: بالضم وآخره جيم: جبل من جبال ضربة تأوى إليه الجن ويقال له سواج طخفة.
السوارق: وادي قرب السوراقية من نواحي المدينة يستعذبون منه الماء.
سوارقية (1): بفتح أوله وضمه وبعد الراء قاف وياء ويقال السويرقية ...
__________
(1) السوراقية: حذاء الطريق الشرقي من غرب تبعد عن المدينة خمسة مراحل على الجمال.

الصفحة 340