كتاب عمدة الأخبار في مدينة المختار

360 ...
قال: فقال، رجلنا وهو محجن قال أبو زياد: قد رأيته وأنا غلام قال: استعينونا على ما أحببتم وعلى ما تعرفون أننا مغنون عنكم شيئاً فنحن معكم فقالوا: أعيوننا بسلاحكم فلا نريد غيره قال محجن: نعم وكرامة قال: فأخذ كل رجل منا كأنه يأمر ليؤتى بسيفه أو رمحه أو نبله قال فقالوا: لا ائذنوا لنا في سلاحكم ثم دعونا على حالها فأما الرمح فمركوز أمام البيت وأما النيل وجفيرها وقوسها فمعلق بالعمود الواسط من البيت، وأما كل سيف فمحجوب في العكم فقال مجن: أين ترجون أن تقاتلوهم غداتَ؟ قالوا اخبرنا أن جيوشهم قد أمست في الصحراء بين ضلع بني شيصبان وبين الحزامية.
والحزامية ماء قال أبو زياد وقد رأيت تلك الصحراء التي بين الحزامية وبين ضلع شيصبان وهي صحراء كبيرى فقال المالكيون نحن مدلجون إن شاء الله، فنبادرهم فادعوا الله لنا ثم انصرف القوم أجمعهم ما أعطيناهم شيئاً أكثر من أنا قد أذنا لهم فيها.
قالا: فلا والله ما أصبح فينا سيف ولا نبل ولا رمح إلا قد أخذ كله فقال محجن لأركبن اليوم عسى أن أرى من هذا الأمر أثراً يتحدثه الناس بعدي قال: فركب له جملاً نجيباً ثم مضى حتى أتى بعد العصر فأخبرنا أنه بلغ الصحراء التي بين الحزامية وضلع بني شيصبان حين امتد النهار قال: فلما كنت بها رايت غباراً كثيراً من ورائي ومن قدامي في ساعة ليس فيها ريح قال: فقلت: اليوم ورب الكعبة يصطدمون فوقفت قدر فوارق ناقة.
قال: والفوارق ما بين صلاة الظهر إلى صلاة العصر قال: وأنا أرى تلك الأعاصير ينقلب بعضها فوق بعض ثم انكشف الغبار والأعاصير ينقلب بعضها فوق بعض ثم انكشف الغبار والأعاصير تقصد ضلع بني شيصبان فقلت: هزم أعداء الله قال: فوالله ما زال ذلك حتى سندت الأعاصير في ضلع بني شيصبان ثم رجعت أعاصير كثيرة من عن مشال ويمين ذاهبة قبل ضلع بني مالك قال: فلم أشك أنهم أصحابي قال: فسرت قصداً حيث كنت أرى الغبار والأعاصير فرأيت من الحيات القتلى أكثر من الثكير.
قال: ثم تبعت مجرى ...

الصفحة 360