368 ...
العرصة: بالفتح ثم السكون وصاد مهملة ساحة الدار قال الأصمعي: كل حوزة ليس فيها فناء فهي عرصة لاعتراض الصبيان فيها للعبهم.
والعرصتان: بعقيق المدينة من أفضل بقاع المدينة وأكرم نواحيها وبنو امية كانوا يمنعون البناء في عرصة العقيق ضناً بها منهم، وقد ذكر الزبير: أن العرصة كانت تسمى السليل وأن تبعاً لما شخص عن منزله بقناة قال: هذا قناة الأرض فسميت قناة فلما مر بالجرف قال: هذا جرف الأرض فسمي الجرف ثم مر بالسليل فقال: هذا عرصة الأرض فسميت العرصة ثم مر بالعقيق فقال: هذا عقيق الأرض فمسي العقيق، والعرصة ما بين محجة الشام وكان في العرصة قصور مشيدة ومناظر راقية وآبار عذبة وحدائق ملتفة فخرجت ودثرت على طول الزمان وتكرر والحدثان لم يبق اليوم فيها إلا آثار وآبار وبقايا أبنية متهدمة تدل على ارتفاع الديار، قلت: لكن تجد النفس برؤيتها انساً لا يكاد البيان يصفه ويشاهد من ينظرها روحاً لا يكاد الإنسان ينعته، وقد وصلته بحمد الله وهكذا وصفه فيما رأيته وبالمدينة عرصة اخرى شرقية من العريض.
قلت: ولديها سد يعرف بسد العرصة ووصلته وفي تاريخ رزين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في مسجد العرصة.
قلت والمسجد غربي العنابس وقصر عنبسة وشامي مخيض وقبلي قصر سعيد بن العاص الذي يقال له حصن عنتر ولسعيد المذكور عند القصر ثلاثة آبار أحدهما المسماة بالشمرلية، والثانية المسامة بالواسطية، والثالثة (1) وهذا المسجد بينته عند الأبنية الخربة على يسارك السالك بدرب الفقرة بقرب قصر خارجة بن حمزة بن عبد الله بن الزبير، وكان به قصة خارجة وبه بئر خارجة المذكورة في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رض يالله عنه، وقصته وقصة خارجة ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم في صدر العرصة وقصر سعيد بن العاص الجواد الأموي يسرة وقصر مروان بأسفل منه من الجانب الآخر شق الدومة وبعد الودمة يتسع بالجرف وبعد ...
__________
(1) هكذا بيض في الأصل.