كتاب عمدة الأخبار في مدينة المختار
373 ...بذي الحليفة ومن ذي الحليفة إلى جهة النقيع هو العقيق الكبير وفيه بئر عروة وعقيق آخر أكبر من هذين (وفيه بئر على مقربة منه وهو من بلاد مزينة وهو الذي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بلال بن الحارث المزني ثم أقطعه عمر الناس فعلى هذا يحتمل الخلاف في المسافات.
قلت، وفي عقيق المدينة الذي جاء فيه صلى في هذا الوادي المبارك هو الذي ببطن وادي ذي الحليفة وهو أقرب منهما أي الذي فيه بئر عروة، وبئر علي في بلاد مزينة غير بئر علي المشهورة اليوم، لأن هذا ماله نسبة صحيحة إلا على الشهر بأبيار عل ولعل أن يكون باسم رجل كان ساكنه اسم علي، وأنا رأيت في المسجد مكتوب إسم علي باسم بانيه ذي الحيلفة يحتمل أن يكون باسمه والله أعلم.
قال الشريف: وهو المنقسم إلى أصغر وأكبر ولذا قال عياض: وهما عقيقتان أدناهما عقيق المجينة وهو أصغر وأكبر قال الأصغر فيه بير رومة والأكبر فيه بئر عروة. قال المطري: إن ما بين المحرم إلى غربي رومة المسمى بالعقيق بحسب ما اشتهر في زمانه فقط لأنه المجاور للمدينة وسمي عقيقاً لأن سيله عق في الحرة أي شق وقطع ومنها عقيق ماء لبني جعدة وجرم تخاصموا فيه للنبي صلى الله عليه وسلم فقضى به النبي صلى الله عليه وسلم لبني جرم ومنها عقيق البصرة وهو واد مما يلي سفوان ومنها العقيق قرية بالطايف في بطن وادي، ومنها عقيق آخر قرب ذات عرق وهو الذي ذكر الشافعي رحمه الله فقال: لو أهلوا من العقيق كان أحب إلي ومنها عقيق القنان تجري فيه سيول قلل بنجد وجباله. ومنها عقيق المدينة المشرفة وهو عقيقان أصغر وأكبر كما تقدم، وهو مما يلي الحرة إلى ما بين أرض عروة بن الزبير إلى قصر المراجل وهو مما يلي الجماء بين قصور عبد العزيز إلى قصر المراجل إلى متنهى العرصة. وفي عقيق المدينة أشعار كثيرة حتى جعلوا له كتاباً على حدة، وعن عامر بن سعد قال: ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى العقيق ثم رجع فقال: يا عائشة جئنا من هذا العقيق فما ألين موطئه وأعذب ماءه. قالت: فقلت يا رسول الله أفلا تنتقل إليه قال: وكيف وقد ابتنى الناس، وعن زكريا بن إبراهيم قال:
...
