376 ... المياه ترف بساتينها غضارة ونضارة رونق الحضارة تجري في أكثر النهار مذانب تلك الأنهار المنقادة بالسواقي من الآبار في بساتينها الملتفة النخيل والأشجار وحائقها اليانعة الثمار، وذكر ابن بكار في سيول العوالي من حيث يفترق عن غير واحد من الأنصار: مذينيب شعبة من سيل بطحان يأتي مذينب إلى الروضة ثم يتشعب من الروضة نحواً من خمسة عشر جزءاً من أموال بني أمية ثم يخرج من أموالهم حتى يدخل في بطحان وصدر مذينب وبطحان يأتيان من حلائي صعب على سبعة أميال من المدينة أو نحوه ومصبهما في زغابة حيث تلتقي السيول طرف رومة دون الجرف.
وحصن سعد أنا رأيته بعيداً هذا وليس الخبر كالمعاينة والله أعلم، وسيل ذي صلب رانوناً وصدر رانوناً من التخفيف ثم يصب ذو صلب ورانوناً في سد عبد الله بن عمر وأموال العصبة ثم عوسا ثم في بطحان ثم يلتقي هو وبطحان عند دار الشوابرة وهم في عداد بني زريك وتجتمع سيول ما حول المدينة كلها والعقيق وقناة وسيول العالية ثم تصب كلها في إضم ثم يصب في البحر ولما عد ابن زبالة أودية العالية لم قناة وهو شرقي المدينة وعد رانوناً وهو في غربيها من القبلة والمعروف إنما كان من جهة قبلة المدينة على ميل أو ميلين فأكثر من المسجد البنوي الشريف فهو عالية.
قلت: واجتماع كل السيول دون زغابة وأكثر السيول تجتمع دون البركة والجرف وفي العوالي منزل أبي بكر الصديق مع زوجته الأنصارية وفي العوالي منزل عمر بن الخطاب مع زوجته الأنصارية وفي العوالي منزل سلمان الفارسي وكان بها قصة إسلامية وعتقه وغرسه والبستان الذي كان يغرس فيه النخل وغرس النبي صلى الله عليه وسلم بيده المباركة وجاء الثمر والتمر في تلك السنة كله في العوالي ومسجد مشربة أم إبراهيم ومسجده ومنزل أم إبراهيم مارية كان بالعوالي وقريباً بهذا المكان جانب الشرق الحديقة المساماة بحسنة من صدقات النبي صلى الله عليه وسلم وبقربه منزل عبد الله بن سلام وبالعوالي مسجد بني قريظة وبالعوالي بئر العهن وبالعوالي بير غرس وكل هذه الأماكن قد ذكرناها في أبوابها أوضح من هذا ووصلتها كلها وعاينتها ولله الحمد.
...