379 ...
ورجع ويقابل هذا الكهق حديقة نخل تعرف بالغنيمة في بطن وادي بطحان غربي جبل سلع وهي العين التي ذكرها الزبير من جملة ما ذهب ودثر ولا يعرف اليوم بها عين ولا أثر والله أعلم. قال الفقيه أبو الحسين ابن جبير: وقيل وصولك سور المدينة من جهة المغرب بمقدار غلوة تلقى الخندق الشهيرة ذكره الذي صنعه رسول اله صلى الله عليه وسلم وبينه وبين المدينة عن يمين الطريق العين المسنوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم انتهى ويشبه انه اشتبه عليه عين الأزرق بعين النبي صلى الله عليه وسلم والله أعلم.
عين الخيف: هي عين تأتي من عوالي المدينة تسقى ما حول مساجد الفتح من الزرع والنخيل وهي اليوم منقطعة وفقرها ظاهرة وتسمى اليوم بشبشب.
عين الازرق (1): التي تسميها العامة العيم الزرقا، وهي عين أجراها مروان ابن الحكم لما كان والياً لمعاوية على المدينة، وكان أزرق العينين أضيفت اليه العين التي أجراها بأمر معاوية وأصلها بئر معروفة كبيرة بقباء غربي المسجد في حديقة نخل وهي بئر واسعة الأرجاء محكمة البناء متوسطة الرشا عذبة الماء يظهر منها هذا الماء الكثير يجري تحت الأرض إلى المصلى وهناك ينقسم نصفين يجري الماء في وجهين مندرجين.
وجه قبلي ووجه شمالي وتخرج العين من القبة من جهة الشرق ثم تأخذ إلى جهة الشمال حتى تصل إلى سور المدينة وتدخل من تحته إلى منهل آخر بوجهين مدرجين عند قبر النفس الزكية ثم تخرج من هناك وتجمع هي وما يتحصل من مصلها في قناة واحدة إلى البركة التي ينزلها الحاج عند ورودهم وصدورهم قرب بئر رومة، ومن الغرايب العجيبة ما ذكره الميورقي في جزء ألفه في فضائل ...
__________
(1) عين الازرق: هي لا تزال حتى اليوم شرب أهل المدينة وقد زيد في مناهلها ومنها المنهل الذي في درب الجنائز عمل المرحوم السيد زين العابدين مدني. وقد سبق أيضاً الكلام عن مشروع خزان المياه بالمدينة الذي سيتم بعونه تعالى بمساعي رئيسها الحالي السيد عبد القادر غوث.