387 ...
فأنفذ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى زيد فنزع ما في يده ويد أصحابه ورده إلى أربابه فسار إلى القوم فلقى الجيش بفيفاء الفحلتين فأخذ ما في أيديهم حتى كانوا ينزعون لبد الرجل من تحت المرأة.
فدك: بفتح الفاء والدال المهملة بعدها كاف: قرية على قرب يومين من المدينة أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم في سنة 7 صلحاً، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل خيبر وفتح حصونها ولم يبق إلا الثلث فاشتد بهم الحصار وشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه أن ينزلهم على الجلاء وفعل وبلغ ذلك أهل فدك فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه أن يصالحهم على النصف من ثمارهم وأموالهم فأجابهم إلى ذلك فهي مما يوجف عليه بخيل ولا ركاب، وكانت خاصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفيها عين فوارة ونخل كثير، وهي التي قالت فاطمة عليها السلام: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحلنيها فقال أبو بكر رضي الله عنه: أريد بذلك شهوداً فشهد لها علي بن أبي طالب رضي اله عنه فطلب شاهداً آخر فشهدت له أم أيمن مولاة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قد علمت يا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يجوز إلا بشهادة رجل وامرأتين فانصرفت، ثم أدى اجتهاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعده لما ولى الخلافة وفتح الفتوح واتسعت على المسلمين أني ردها إلى ورثة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان علي بن أبي طالب والعباس بن المطلب يتنازعان فيها، وكان علي يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم جعلها في حياته لفاطمة وكان العباس يأبى ذلك ويقول: هي ملك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا وارثه فكان يختصمان إلى عمر رض يالله عنهم فأبى أن يحكم بينهما ويقول: أنتما أعرف بشأنكما أما أنا فقد سلمتها غليكما فافتضلا فما يؤتي واحد منكما من قلة معرفة، فلما ولى عمر بن عبد العزيز الخلافة كتب إلى عامله بالمدينة يأمره برد فدك إلى ولد فاطمة رضي الله عنها فكانت في أيديهم أيام عمر بن عبد العزيز، فلما ولى يزيد بن عبد الملك قبضها فلم