388 ...
نزل في أيدي بني أمية حتى ولي العباس السفاح الخلافة فدفعها إلى حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، فلما ولى المنصور وخرج عليه بنو حسن قبضها عنهم، فلما ولي المهدي بن المنصور الخلافة أعادها عليهم ثم قبضها موسى الهادي ومن بعده إلى أيام المأمون فجاءه رسول بني علي فطلبها فأمر أن يسجل لهم بها فكتب السجل وقرئ على المأمون فقام دعبل وأنشد:
أصبح وجه الزمان قد ضحكا برد مامون هاشماً فدكا
قال الشريف: روى أن موسى الكاظم بن جعفر الصادق رضي الله عنهما ورد على المهدي محمد بن المنصور الدوانيقي فرآه يرد المظالم فقال: يا أمير المؤمنين ماب ال مظلمتنا لا ترد فقال له: وما أذاك يا أبا الحسن قال فدك: قال المهدي: حدها لي فقال: حد منها جبل أحد، وحد منها عريش مصر، وحد منها سيف البحر، وحد منها دومة الجندل فقال له، كل هذا قال: نعم يا أمير المؤمنين فقال: هذا كثير أنظر فيه وأقول لا ريب أن المهدي صادق انتهى كلام الشريف.
قلت: ويدل الكلام على الشريف أنه أعطاه كله حيث قال وأقول لا ريب أن المهدي صادق وقد قال الله تعالى: (أو صديقكم) فإذا كان صادقاً فلا بعد بإعطاء الكل لأن الصديق لا يمنع عن الصدق.
الفراء (1): بالراء والمد كغراب: جبل عند المدينة قرب خاخ وثنية الشريد وهو موضع عند العقيق أيضاً.
الفرع: بضم أوله وسكون ثانيه وآخره عين مهملة: وهو المال الطائل المعد وأما جمع الفارع مثل بازل وبذل وهو العالي الحسن من كل شيء وما أجمع فرع محركة كفلك وفلك كانت في الجاهلية إذا تمت إبل أحدهم مائة قدم منها بكرا ...
__________
(1) الفراء: غربي جبل عير.