كتاب عمدة الأخبار في مدينة المختار

409 ... وبني على هذا المكان مدرسة للمذاهب الأربعة وهي كانت دار أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه فاشترى عرصتها الملك المظفر شهاب الدين غازي بن أبي بكر بن أيوب بن شادي وبناها مدرسة ووقف عليها أوقاف بميا فارقين وكان مقيماً بها وهي دار ملكه وبدمشق لها وقف آخر وللمدرسة قاعتان كبرى وصغرى وفي ايوان الصغرى الغربي خزانة صغيرة جداً مما يلي القبلة فيها محراب يقال (1) أنها مبرك ناقة النبي صلى الله عليه وسلم وموضع هذه لدار كانت دار أبي أيوب الأنصاري التي أقام فيها النبي صلى الله عليه وسلم سبعة اشهر وقال ابن إسحاق في كتاب المبتدأ: إن هذا البيت بناه تبان أسعد من التبابعة للنبي صلى الله عليه وسلم وكان يكنى كلكيكرب وهي من المزارات المقصودة بالمدينة اليوم.
مبركان: بزيادة ألف ونون قال ابن حبيب: موضع قرب المدينة.
معبوق: موضع قرب المدينة.
المثغر: المثلثة والغين المعجمة كمقد ويروى بالعين المهملة: واد من أودية القبلية وماء لجهينة معروف.
المثقب: بكسر الميم بعده مثلثة ساكنة وقاف مفتوحة بعدها موحدة: اسم الطريق التي بين الميدنة ومكة يجوز أن يكون من ثقب الزند أو من ثقبت الشيء إذا أنفذته كأنه يثقب السير فيه تلك الصحارى أو كأنه الآلة التي تقدح النار لحره وشدته قال ابن المنذر وإنما سمي طريق المثقب باسم رجل من حمير يقال له المثقب بفتح الميم عن الأصمعي ومثقب أيضاً طريق من اليمامة إلى الكوفة.
...
__________
(1) قوله: موضع داخل المدينة ألخ هو خلاف مشهور في كتب السيرة فإن المعروف عندهم أن الناقة بركت أولا في المربد الذي هو موضع المسجد اليوم ثم سارت ومشت إلى قرب موضع الحجرة اليوم فبركت ثم سارت حتى رجعت إلى موضعها الأول فبركت وألقت بجرانها إلى الأرض فقال صلى الله عليه وسلم: هذا المنزل إن شاء الله.

الصفحة 409