كتاب عمدة الأخبار في مدينة المختار

441 ...
الكهف فلم تزل تجرى حتى اليوم قال ابن النجار: وهذه العين في ظاهر المدينة وعليها بناء وهي مقابلة المصلى قال المطري: أما الكهف فمعروف في غربي جبل سلع على يمين السالك الى مساجد الفتح من الطريق القبلية وعلى يسار المتوجه إلى المدينة ومستقبل القبلة مقابل حديقة نخل تعرف اليوم بالنقيبية وتعرف تلك الناحية بالسيح.
قال ابن النجار: إن هذه العين تأتي من قباء يقال إن أصلها غربي قباء وهى منقطعة اليوم.
قال المطري: وأما العين التي ذكرها ابن النجار إنها مقابلة المصلى فهي عين الأزرق، وقد أجراها مروان بن الحكم فأمر معاوية وهو إليه على المدينة وأصلها من قباء من بئر كبيرة غربي مسجد قباء في حديقة نخل وأي المعروفة بالمجعفرية قلت: ولهذه العين في زماننا خدم وعليهم ناظر لا يزالون يعملون فيها ويخرجون ما يحدث في مجاريها ولهم جوامك من قبل سلاطين عصرنا آل عثمان.
فصل في ذكر أوديتها وأحمائها
الأول: في وادي العقيق وحدوده وشيء من قصوره، وفي الصحيح عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بوادى العقيق أتاني الليلة آت فقال: صل في هذا الوادي المبارك، وعن المنذر بن عبد الله أنه سمع من أهل العلم أن العرصة أى عرصة العقيق ما بين محجة يين وهي طريق الففرة اليوم شامي المجاوات إلى محجة الشام، وهي أول الجرف إلى النقيع ويقال لهما عقيقان أدناهما عقيق المدينة وهو الأصغر وفيه بئر رومة والأكبر فيه بئر عروة والعقيق الآخر على مقربة منه وهو من بلاد مزينة وسمي عقيقاً لأن سيله عق في الحرة أي شق وقطع ومَرَّتُبَّع بالعرصة وكانت تسمى السليل فقال: هذه عرضة الأرض فسميت العرصة ومر بالعقيق فقال: هذا عقيق الأرض فمسي به، وقيل: سمي بذلك لحمرة موضعه، وجماوات العقيق ثلاث.
...

الصفحة 441