446 ...
إنها من الشرف الذي هو كبد نجد وأنها الحمى الأيمن، وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم حماها لإبل الصدقة كما سقناه ونقل الهجرى أن عمر أول من أحمى الحمة بالربذة وأن سعة حماها بريد في بريد وكان يرعى فيه أهل المدينة.
ومنها حمى ضرية: بالاضد المعجمة وكسر الراء وتشديد المثناة التحتية.
قرية على نحو سبع مراحل من المدينة بطريق حاج البصرة إلى مكة؛ سميت باسم بئر عذبة هناكي قال لها ضرية.
قال ابن الكلبي: سميت بضرية بنت نزار وأن عمر بن الخطاب حمى ستة أميال من كل ناحية وضرية وسط الحمى فكثر النعم زمن عثمان رضي الله عنه حتى ضاق عنه الحمى وبلغ أربعين ألف بعير، فأمر عثمان اني زاد ما يسع إبل الصدقة فاشترى ماء من بني ضبيبة كان أدنة مياه إلى ضرية من مياه الضباب في الجاهلية لذى الجوشن الضبابي والد شمر قاتل الحسين بن علي رضي الله عنهما.
وأما ذكر بقاعها وأطامها وبعض أعمالها وأعراضها وجبالها قد ذكرناها على حرف الهجاء فلا نعيدها.
ذكر الدعاء للمدينة ونقل الحمى عنها: للجندى حديث (اللهم حبب الينا المدينة كحبنا مكة وأشد وصححها وبارك لنا في مدها وصاعها وانقل حماها واجعلها بالجحفة) ولابن زبالة في حديث قدومه صلى الله عليه وسلم ووعك أصحابه أنه جلس على المنبر ثم رفع يده ثم قال: (اللهم انقل عنا الوباء) فلما أصبح قال: أتيت هذه الليلة بالحمى فإذا بعجوز سواداء ملببة في يد الذى جاء بها فقال: هذه الحمى فما ترى فيها؟ فقلت: اجعلونها نجك، ولمسلم عن عائشة رضي الله عنهما قدمنا المدينة وهي وبية فاشتكي أبو بكر وشتكي بلال، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم شكوى أصحابه قال: (اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت مكة وأشد صححها وبارك لنا في صاعها ومدها وحول حماها إلى الجحفة).
ولابن إسحاق لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وقد مر ذكره.
ذكر الاستشفاء بترابها وثمرها: روى ابن النجار وابن الجوزى حديث غبار ...