كتاب عمدة الأخبار في مدينة المختار

447 ...
المدينة شفاء من الجذام، وفي جامع الأصول لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك تلقاه رجال من المخلفين من المؤمنين فأثاروا غباراً فخمر أو فغطى بعض من كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنفه فأزال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللثام عن وجهه، وقال: والذي نفسي بيده إن في غبارها شفاء من كل داءوأراه ذكر من الجذام والبرص، وعن ابن عمر نحوه قال فمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فأماطه عن وجهه وقال: أما علمت أن عجوة المدينة شفاء من السقم وغبارها شفاء من الجذام، ولابن زبالة بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (غبار المدينة يطفي الجذام).
قلت: وقد ذكرت نبذة منه في ذكر صعيب وترابه في حرف الصاد وفي الصحيحين حديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إاذ اشتكى الإنسان أو كانت به قرحة أو جرح قال بأصبعه هكذا، ووضع سفيان سببابته بالأرض ثم رفعها، وقال: (بسم الله تربة أرضنا بريق بعضنا يشفي سقيمنا بإذن ربنا) قلت: ذكروه في جواز إخراج تراب حرم المدينة، ولابن زبالة من تصبح بتسع تمرات من العجوة من العالية لم يضره يومئذ سم ولا سحر، ولمسلم حديث من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح لم يضره شيء حتى يمسي، وفي الصحيحين من تصبخ بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر، ولمسلم أن في عجوة العالية شفاء وأنها ترياق أول البكرة، ولأحمد برجال الصحيح في حديث واعلموا أن الكمأة دوا ءالعين وأن العجوة من فاكهة الجنة، وللطبراني في الثلاثة وغيره بسند جيد الكماة من المن وماؤها شفاء للعين والعجوة من الجنة وهي شفاء من السم.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما كان أحب التمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العجوة، ولأحمد خير تمركم البرني يخرج الداء ولا داء فيه، وللطبراني كان رسول الله إذا أتى بالباكورة من الثمار وضعها على عينه ثم قال: الله كما أطعمتنا أوله فأطعمنا آخره ثم يأمر به للمولود من أهله، وفي الكبير كان إذا أتي بالباكورة ...

الصفحة 447