كتاب عمدة الأخبار في مدينة المختار

450 ...
عند النخيلة، وعن جابر قال حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة بريداً من نواحيها، وعن كعب بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم حمى الشجر ما بين المدينة إلى وعيرة وإلى ثنية المحدث وإلى أشراف مخيض وإلى ثنية الخفيا وإلى مضرب القبة وإلى ذات الجيش من الشجر أن يقطع وأذن لهم في متاع الناضح أن يقطع من حمى المدينة، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بعثتني عمتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تستأذنه في مسد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقرء عمتك مني السلام وقل لها لو أذنت لكم في مسد لطلبتم ميزابا ولو أذنت لكم في ميزاب لطلبتم خشبة، ثم قال حماي من حيث استفاقت فزارة لقامي كذا القصة.
فصل في ذكر فضلها على سائر البلدان وفضل أهلها
اختلف العلماء فيها: هل هي أفضل أم مكة؟ مع اجماعهم على تفضيل ضم الأعضاء الشريفة حتى على الكعبة حتى على بقية المدينة، فالأكثر على تفضيل مكة شرفهما الله تعالى، وأما فضل أهلها فللجندي حديث (أيما جبار أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء) وللبزار حديث (اللهم اكفهم من دمهمهم ببأس يعني أهل المدينة ولا يريدها أحد بسوء إلا أذابه الله كما يذوب الملح في الماء) ودهمهم محركا أي غشيهم بسرعة وأغار عليهم، ولابن زبالة عن سعيد بن المسيب (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف على المدينة فرفع يديه حتى رؤي عفرة أبطيه ثم قال: اللهم من أرادني وأهل بلدى بسوء فعجل هلاكه، وفي الأوسط للطبراني حديث (اللهم من ظلم أهل المدينة وأخافهم فأخفه وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجعين لا يقبل منه صرف ولا عدل) وعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين جنبي) وفي مدارك عياض قال محمد بن ...

الصفحة 450