كتاب عمدة الأخبار في مدينة المختار

451 ...
مسلمة سمعت مالكاً يقول: دخلت على المهدي فقال: أوصني فقلت أوصيك بتقوى الله والعطف على أهل بلد رسول الله صلى الله عليه وسلم وجيرانه فإنه بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المدينة مهاجري ومنها مبعثي بها قبري وأهلها جيراني وحقيق على أمتي حفظ جيراني فمن حفظهم في كنت له شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة ومن لم يحفظ وصيتي في جيراني سقاه الله من طينة الخبال فينبغي أن يعرف فضلهم على غيرهم ففعل المهدي ما أمر به
ذكر ما يؤول أمرها إليه
عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا أن مكة بلد عظمه الله تعالى وعظم حرمته خلق مكة وحفها بالملائكة قبل أن يخلق شيئاً من الأرض كلها بألف عام ووصلها بالمدينة، ووصل المدينة ببيت المقدس، ثم خلق الأرض كلها بعد ألف عام خلقاً واجداً، وفي الكبير للطبراني مرفوعاً أن الله عز وجل اطلع إلى أهل المدينة وهي بطحاء قبل أن تعمر ليس فيها حجر ولا مدر ولا بشر فقال: يا أهل يثرب اني مشترك عليكم ثلاثا وسائق إليكم من كل الثمرات لا تعصى ولا تعلي ولا تكبري فإن فعلت شيئاً من ذلك تركتك كالجزور ولا يمنع من أكله.
ولرزين وغيره مرفوعاً: لما تجلى الله لجبل طور سينا تشظى ستة أشظاظ، وفي رواية شظايا فنزلت بمكة ثلاثة حراء وثبير وثور وبالمدينة أحد وعير وورقان وفي رواية رضوى بينبع من أعمال المدينة وللطبراني في حديث الأسرا أول ما أسرى به صلى الله عليه وسلم مر بأرض ذات نخل فقال له جبريل: انزل وصل فنزل وصلى فقالت: صليت بيثرب وفي أخبار المدينة للمرجاني عن جابر مرفوعاً ليعودن هذا الأمر إلى المدينة كما بدأ منها حتى لا يكون إيمان إلا بها، وللشافعي توشك المدينة ...

الصفحة 451