كتاب عمدة الأخبار في مدينة المختار

452 ... أن تمطر مطراً لا يكن أهلها البيوت ولا تكنهم إلا مظال الشعر، وفي رواية أن يصيبها مطر أربعين ليلة لا يكن أهلها بيت من مدر، ولابن زبالة كيف بك يا عائشة إذا رجع الناس بالمدينة وكانت كالرمانة المحشوة؟ قالت: فمن أين يأكلون يا نبي الله؟ قال: يطعمهم الله من فوقهم ومن تحت أرجلهم ومن جنات عدن، وفي رواية له وليوشكن أن يبلغ بنيانهم هيفاء وله (1) عقب ذكره شجرة ذي الحليفة مرفوعاً لا تقوم الساعة حتى يبلغ البناء الشجرة، ولأبي داود عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة وخروج الملحمة فتح القسطنطينية وفتح القسطنطينية خروج الدجال وخروج الدجال في سبعة أشهر، وفي الصيحين لتتركون المدينة على خير ما كانت مذللة ثمارها لا يغشاها إلا العوافي يريد عوافي الطيور والسباع وآخر من يحشر منها راعيان من مزينة يريدان المدينة ينعقان بغنمهما فيجدانها وحوشاً، ولمسلم وحشاً وزاد حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرا على وجوههما، وروى ابن شبة حديث ليخرجن أهل المدينة من المدينة ثم ليعودون إليها ثم ليخرجن منها ثم لا يعودون.
وفيحديث يخرج أهل المدينة ثم يعودون إليها فيعمرونها حتى تمتلئ وتبنى ثم يخرجون منها فلا يعودون إليها أبداً.
ولابن شبة والذي نفسى بيده ليكونن بالمدينة ملحمة يقال لها الحالقة لا أقول حالقة الشعر ولكن حالقة الدين فاخرجوا من المدينة ولو على قدر بويد، ولابن زبالة عن أبي هريرة: اللهم لا تدركنى سنو ستين، شارة إلى كائنة الحرة وهي السبب في ترك لمدينة فلما انتهي حال المدينة كمالاً وحسناً تناقص أمرها وتوالت الفتن، ووجه يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة المري في جيش عظيم من أهل الشام فنزل بالمدينة وقاتل أهلها بحرة المدينة قتالاً ذريعاً واستباح المدينة ثلاثة أيام فسميت وقعة الحرة فقتل بقايا المهاجرين والأنصار ...
__________
(1) اسم موضع بالجهة الغربية من المدينة.

الصفحة 452