كتاب عمدة الأخبار في مدينة المختار

455 ... قلت: هو أبو أمامة الذي يدعو له ويصلي كعب بن مالك شاعر النبي صلى الله عليه وسلم وقت الأذان كما هو في الصحاح وهو مدفون بجوار سيدنا إبراهيم أو من دفن بالبقيع والبراء بن معرور الأسلمي الأنصاري قلت: هو الذي أخد بيد النبي صلى الله عليه وسلم أولاً بالبيعة من الأنصار في العقبة وهو مدفون غربي شرقي قباء وهو أول من مات من الأنصار قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم ووعك أصحابه فدعا بنقل الوبا، وقال: اللهم حبب إلينا المدينة وفيها صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة حين ارتحل من قباء إلى المدينة صلاها في طريقه ببتي سالم، وهي اول جماعة صلاها وأول خطبة خطبها في الإسلام، وفيها بدأ الآذان، وفيها أسلم عبد الله بن سلام، وفيها أعرس النبي صلى الله عليه وسلم بعائشة وهي بنت تسع وكان عقد عليها بمكة وهي بنت ست، وفيها بعث حمزة ابن عبد المطلب في ثلاثين من المهاجرين ليعترض عير قريش، وفيها رمي سعد بن أبي وقاص (1) بسهم فكان اول سهم رمي في الإسلام، وفيها غزوة الأبواء، وفيها غزوة ودان في صفر، وفيها نصبت أحبار اليهود العداوة للنبي صلى الله عليه وسلم بغياً وحسداً آمنهم حيي بن اخطب وأبو رافع الأعور وكعب بن الأشرف وعبد الله بن صوريا والزبير بن باطا ولبيد بن الأعصم ودخل منهم جماعة في الإسلام نفاقاً.
وفي السنة الثانية تزوج علي بفاطمة عليها السلام ولها خمس عشرة سنة وقيل تسع وقيل ثماني عشرة سنة وكان ليلة اليوم التاسع عشر من ذي الحجة، وفيها غزوة بواط، وفيها طلب كرز بن جابر، وفيها غزوة ذى العشيرة، وفيها سرية عبد الله بن جحش إلى نخلة وهم الذين قتلوا عبد الله بن الحضرمي في الشهر الحرام واستاقوا العير من نخلة إلى يوم وليلة من مكة فكانت أول غنيمة في الإسلام.
وفيها غزوة بدر الكبرى التي أعز الله بها الإسلام في رمضان ومعه الأنصار ...
__________
(1) سعد بن ابي وقاص من الآثار المحفوظة من عهد الصحابة (قوس سعد بن وقاص) ويوجد هذا القوس بالتوارث جيلاً بعد جيل في آل أبي الجد وقد رايت هذا القوس في دار الشيخ علي أبي الجود محتفظاً به وهو بشكل منحني طوله ثمانية أشبار إلا إصبع وفي عمارة المسجد الأخيرة كتب على هذا القوس بماء الذهب وكان له راتب يصرف لآل أبي الجود.

الصفحة 455