كتاب عمدة الأخبار في مدينة المختار

46
فسكنوا العصبة (1) غربي مسجد قبا فابتنى أحيحة الضحيان اطما اسود، وابتنى بنو مجدعة وجحجبا أطما يقال له (الهجيم) عند المسجد الذي صلى فيه النبي صلى الله عيله وسلم، وخرجت بنو معاوية بن مالك فسكنوا دارهم التي وراء بقيع الغرقد، ولهم مسجد الإجابة، ومنهم حاطب بن قيس وفيه كانت حرب حاطب، وخرجت بنو السمعية وهم بنو لوذان بن عمرو ابن عوف فسكنوا عند زقاق ركيح وأبتنوا أطماً يقال له (السعدان في الربع (2) - حائط هناك ولعله المعروف اليوم بالربعي - ونزل واقف والسلم ابنا أمرئ القيس بن مالك ابن الأوس وعند مسجد الفضيح من جهة القبلة عند أطم واقف.
قال الشريف: وقبلى مسجد الفضيح أطم يسمى العريصة (3) وبلغ عددهم في الجاهلية ألف مقاتل وانقرضوا سنة تسع وستين ومائة، وبنو أمية بن زيد إخوة بني وائل بديارهم التي يمر فيها سيل مذينيب بين بيوتهم يسقى الأموال في شرقي العهن.
قال المؤرخ: ومسجدهم كان في موضع الكبابين الخربتين اللتين عند مال نهيك.
روى أن النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الخربة وكان قريباً من المصلي أطم فانهدم، وسقط على المكان الذي صلى فيه فترك وطرح عليه التراب حتى صار
__________
(1) العصبة: هي اليوم اسم بستان من بساتين المدينة المشهورة ملك اشرف بني حسين قرب البستان المشهور بقديم برى في قبا غربي المسجد.
(2) الربعه: هو بستان كما ذكره المؤلف ومعروف اليوم بالربعي لآل القشاشقجي والقائم عليه الشيخ عبد الله قاشقجي أحد الاعيان وشقيق الدكتور محمد بك قاشقجي أول دكتور مدني عصامي وقد كنت مدعواً في هذا الحائط البارحة بمناسبة قدوم الدكتور عادل بك محيش مدير صحة المدينة المنورة، وذلك على أثر طلب أهالي البلاد وأعيانها وأشرافها من الحكومة السنية إرجاعه لمركزه بعد أن انتدب لمديرية الصحة البحرية والكور نتينات بجدة وقد قدم لنا الشيخ عبد الله من ثمار البستان المذكور العنب والتين وكان أول تناولنا إياه في عامه الجديد.
(3) العريصة: لعله البستان المعروف اليوم) بالعريصة) في قربان ملك حموده.

الصفحة 46