كتاب عمدة الأخبار في مدينة المختار

463 ...
سليمان الكائنة سلطنته ثمانية وأربعون عاماً وكسور. أولها عام ستة وعشرون وتسمعائة فمن خيراته قلعة المدينة المنورة وسورها العظيم صرف عليه من النقد 70.00 سبعين ألف ذهباً ومن الحبوب 14.000 أربعة عشر ألف أردب من قمح وأرز وفول وشعير للدواب وذلك خارج عن الجمال والحديد والحبال والرصاص والدهانات والرخام فإنها وصلت من مصر المحروسة، ومن الروم وأعمالها كان ابتداء العمارة عام 937 سبعة وثلاثين وتسعمائة وانتهاؤها عام 948 ثمانية وأربعين وتسعمائة وهو السور الموجود اليوم بوم تحريره ومما جدده محراب السادة الحنفية، وهو المعروف الآن بالسليماني عن يمين المنبر النبوي يصلي فيه السادة الشافعية يوماً والحنفية يوماً لتحصل الفضيلة للطائفتين ومنها تجديد بابي المسجد النبوي المعروفين بباب النساء وباب الرحمة، ومنها إنشاء الجدار الغربي من اساسه إلى أعلاه، وأوله من باب الرحمة المذكور وآخره متصل بالمنارة المعروفة بالشكيلية ومنها ترخمي الروضة المطهرة النبوية ومقصورة بالخشب المخروط محيط بعظم مقدم الحرم النبوي مفروش جميعه بالبسط جامع للمربعات والمصاحف له كمال المناسبة في محله ومنها ترميم الحجرة الشريفة النبوية الرخام وغيره وترصيص قبتها المطهرة بالرصاص المضلع المحكم الصنع، ومنها تجديد هلال عظيم للقبة الخضراء في غاية الكبر أعلاه من الذهب الخالص وأسفله المضلع المركب عليه الهلال مطلي بالذهب بالطلاء الكثيف، وكذلك جددوا إنشاء أهلة متعددة للمنبر النبوي والمنابر الأربع على نسق الهلال القبة ومنها عدة شماعين من النحاس المطلى وجميعها صيغت بدار السلطنة بدار السلطنة المحروسة ثم أرسلت إلى المدينة المنورة بغاية التعظيم والتكريم على يد القاضي أحمد بن عبد الله المالكي وتوفي القاضي المذكور عام 970 سبعين وتسعمائة، وقال الخطيب أحمد البري وهو جدى الخامس تلقيته من سلفى أنه بلغ مائة وعشرين سنة، ومنها إنشاء منارة عظيمة بركن الحزم الشريف الشامي وهي المسماة بالسليمانية وأنشأ وكالة عظيمة برسم الدشايش والجرايات لخزن حبها إلى أن يقسم وعدة قباب بالبقيع وغيره وكذلك رباط سيدنا خالد ...

الصفحة 463