6
مقدمة أمير البيان
الأمير شكيب أرسلان
يذكر ابن خلكان في ترجمة أبي العلاء المعري أن له كتاباً اسمه اللامع العزيزي في شرح شعر المتنبي، وأنه لما قرئ عليه قال أبو العلاء: كأنما نظر المتنبي إلي بلحظ الغيب حيث يقول:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم
قال: واختصر ديوان أبي تمام وشرحه وسماه (ذكرى حبيب) وديوان البحتري وسماه (عبث الوليد) وديوان المتنبي وسماه (معجز أحمد) وتكلم على غريب أشعارهم ومعانيها ومآخذهم من غيرهم، وما أخذ عليهم وتولى الانتصار لهم، والنقد في بعض المواضع عليهم والتوجيه في أماكن خطئهم أ هـ.
قلت: وعندي شرح ديوان المتنبي لأبي العلاء المعري بخط بديع من الدرجة الأولى، مموهة فواتحه بالذهب يبدأ بالقصيدة اليت يرثي بها المتنبي أبا الهيجاء عبد الله بن سيف الدولة وهي التي مطلعها.
بنا منك فوق الرمل ما بك في الرمل وهذا الذي يضني كذاك الذي يبلي
فكان هذا الجزء يشتمل على نصف ديوان المتنبي، والمتن مكتوب بالحمرة والشرح بالخط الاسود، وهو جزء رائق جداً ويجب أن يكون هو اللامع العزيزي ولكنه لم يذكر في أوله هذا الاسم بل ذكر وهكذا (شرح ديوان المتنبي لابي العلاء رحمها الله آمين، وطريقة الشرح هي هذه ولنأخذ مثالاً: