7
بنا منك فوق الرمل الخ.
يقول: الرمل ههنا الأرض والتراب والضنى طول المرض والإضناء الإمراض وقوله منك أي أراد من الغم عليك فحذف المضاف يقول أنت تحت التراب تبلى ونحن فوقه نضنى فبنا من الغم عليك فوق الارض من طول الضنى مثل ما بك تحتها من طول البلى، فهذا الذي بنا يضنينا ويهزلنا مثل الموت الذي يبلى جسدك، ويفرق آوصالك فنحن أموات في صورة الاحياء.
كأنك أبصرت الذي بي وخفته إذا عشت فاخترت الحمام على الثكل
الثكل: فقد المحبوب يخاطب الولد على لسان سيف الدولة فيقول: كأنك أبصرت قبل موتك ما بي الآن من الحزن عليك فرأيته أشد من الموت وخفت أنك إن عشت تبتلى بثكل ولد كما أنا بثكلك ويصيبك من ألم الحزن مثل ما أصابني فاخترت الموت على الثكل.
تركت خدود الغانيات وفوقها دموع تذيب الحزن في الأعين النجل
يقول: تركت النساء الغانيات يبكين عليك حتى قرحت أجفانهن، وذهب حسن عيونهن، وانما اختار الإذابة لان حسن العيون لما كان كأنه يذهب بالبكاء على تدرج الأيام ولم يذهب دفعة واحدة كان لفظ الإذابة أبلغ من قوله تزيل الحزن أو تذهب الحزن وقيل: إنما قال تذيب لان الذوب في معنى السيلان والدمع سائل فكما أن الحسن سال مع الكحل فيزول بالدمع حسن الكحل، ويبقى حسن الكحل وكأن الحسن قد ذاب ونقص.
فهذه طريقته في الشرح واظن هذا الشرح هو (اللامع العزيزي) لاننا إذا قلنا هو (معجز أحمد) فمعجز أحمد بحسب قول ابن خلكان هو على نمط (عبث الوليد) في الكلام على شعر أبي عبادة (الوليد بن عبيد البحتري).