كتاب عمدة الأخبار في مدينة المختار

9
حكت وكسرت والكسر غلط في هذا الموضع لانها إنما تكسر إذا كان الخطاب لمؤنث، وقد دل ما بعد هذا البيت وقبله على أنه يخاطب مذكراً، وقد ادعى بعضهم أن كاف (ذلك) تعرب في الضرورات وينشد:
وإنما الهالك ثم التالك مدفع ضاقت به المسالك
كيف يكون النوك إلا ذلك
وهذا لا يقبل ممن حكاه إذا كان تسكين القافية لا مؤنة فيه ولا اضطرار ولو صح أن كاف ذلك ترفع لجاز أن تخفض كاف تلك في بيت أبي عبادة.
ما زلت تقرع باب بابك بالقنا وتزوره في غارة شعواء
كانت الراء في تزوره مفتوحة وذلك غلط؛ لان الواو هنا لا يجوز نصب ما بعدها إذا كانت ليست في أحد الوجوه فيها النصب مثل قوله: (لا يسعني شيء ويضيق عنك) وقوله:
* بصواعق العزمات والآراء *
الاصل أن يكون بعد الراء من الآراء همزة، فيقال الآراء.
ويجوز الآراء على القلب كما قالوا الآسار في الأسآر جمع سؤر أي: البقية والقلب أوجب لأن في الكلمة ثلاث همزات وأنشد أبو عبيدة:
إنا لنضرب جعفراً بسيوفنا ضرب الغريبة تركب اسآرا الخ
فهذا النمط هو نمط (عبث الوليد) ومن أجل ذلك كان هذا الكتاب من من أنفس الكتب، وأجدرها بالمطالعة وكان الذي أخرجه للماس.
وهو الشاب الاديب المهذب السيد أسعد ديربزنلي قد قام بعمل عظيم، ونثل من أحسن كنانة عربية وجعبة أدبية، نبالاً كانت مدفونة في طي النسيان، وأبرز من اصداف خزانة الكتب المحمدية التي هي واحدة من ثمانية عشرة خزانة للكتب في المدينة المنورة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة، وأزكى التحية، لآلىء يتائن كانت

الصفحة 9