كتاب التعليق على الرحيق المختوم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
فإن قراءة السيرة النبوية ومدارستها تساعد المسلم على معرفة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن قرب؛ مما يؤدي إلى زيادة محبته واتباعه، وبخاصة حينما يطالع الأخبار والقصص عن بداية الدعوة، وما لاقاه الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من: مصاعب وأهوال وتكذيب وعناد من كفار قريش والطائف وغيرهم، وكيف صبر على أذاهم؛ حتى اضطروه للهجرة للمدينة، واستطاع أن يبني دولة جديدة، ويرفع قواعدها بالرغم من كثرة الأعداء والمنافقين، واستطاع في ثمانية أعوام أن يعود لمكة فاتحاً منتصراً في عشرة آلاف مجاهد، حيث تحقق النصر، وجاء الفتح، ودخل الناس في دين الله أفواجاً، ورفعت راية التوحيد في أرجاء الجزيرة، ... كل هذه الأحداث العظيمة وغيرها حين تطالعها من كتاب الرحيق المختوم لصفي الرحمن المباركفوري - رحمه الله - تشعر وكأنك تعيشها بنفسك، وتحس بمشاعر الحزن تارة، والفرح تارة أخرى؛ لما تميز به الكتاب من أسلوب رائع في عرض أحداث السيرة وتسلسلها مع سهولة في الألفاظ وجمال في العبارات.
ولكن المتأمل في الكتاب يجد بعض الملحوظات التي تحتاج إلى تعليق وإيضاح ومن هنا كان هذا الكتاب.
لماذا كتاب الرحيق المختوم؟
اختياري لكتاب الرحيق المختوم لدراسته والتعليق عليه لعدة أسباب منها ما يلي:
الصفحة 9
208