كتاب الغرامية في مصطلح الحديث

أراد الذب عن سنة رسول الله فسلاحه الإسناد، وطلب الإسناد العالي سنة صحيحة (¬1)، روى أنس - رضي الله عنه - حديث الأعرابي:
"يا محمد أتانا رسولك فزعم" (¬2) فقد طلب الأعرابي العلو وتجاوز الشخص الذي أخبره إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسأله، وقد ناله من مشقة السفر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما ناله، قال العراقي: ولو كان طلب العلو في الإسناد غير مستحب لأنكر عليه سؤاله عما أخبر به رسوله، لأمره بالاقتصار على ما أخبره الرسول عنه (¬3).

أفضلية علو الإسناد:
لم يحك الحاكم رحمه الله خلافا في تفضيل العلو، وقال: إنه سنة مسنونة، وقد رحل في طلب الإسناد العالي غير واحد من الصحابة (¬4)، فالمقصود من الإسناد التوصل إلى صحة الحديث وبعد الوهم فيه، وكلما كثر رجال الإسناد تطرق إليه احتمال الخطأ والخلل (¬5).
¬_________
(¬1) انظر (فتح الباقي والتبصرة 2/ 251 - 252).
(¬2) هو حديث نضلة بن عمرو الغفاري أخرجه بهذا اللفظ مسلم في (1/ 41 - 42) كتاب الإيمان، باب (3) حديث (10 - 12) وعند البخاري (إني سائلك فمشدد عليك ص 18 - 19) كتاب العلم، باب (6) حديث 63).
(¬3) التبصرة 2/ 252.
(¬4) معرفة علوم الحديث 7.
(¬5) التبصرة 2/ 253.

الصفحة 109