كتاب الغرامية في مصطلح الحديث

- ومن قبيل المتقدم ما وقع من بعض الرواة على ندرة تزلفا إلى الولاة والأمراء والأعيان. مثاله: قول غياث بن إبراهيم لمل دخل على الخليفة المهدي وكان يحب الحمام من الطيور: فساق حديثا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وزعم أنه قال: لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر "أو جناح" فزاد في الحديث كذبا قوله "أو جناح" فأدرك الخليفة، بماله من علم وبما حف حال الراوي من التزلف والمصانعة، أنه كذب فيما روى فقال بعد أن خرج: أشهد أن قفاك قفا كذاب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال ذلك بعد أن كافأه بعشرة آلاف، ثم أمر بذبح الحمام (¬1)، وكان الأولى معاقبة ذلك الراوي على جرأته ونفاقه على ملأ من الناس، هذا إن صحت القصة لأن المعروف عن المهدي التنكيل بالزنادقة وقد أنشأ ديوانا لمحاربتهم (¬2).
- ملاحظة حال النص المروي من وجوه:
إذا كان مخالفا ومناقضا لنصوص الكتاب والسنة الصحيحة، أو الإجماع القطعي.
إذا كان مخالفا للعقل والواقع، منا قضا للحس والمشاهدة، غير قابل لتأويل صحيح مطابق.
¬_________
(¬1) انظر (لمحات في علوم الحديث ص 309) ومصادره (تاريخ بغداد 12/ 324، والمنار المنيف في الصحيح والضعيف ص 106 - 107).
(¬2) (انظر (الوضع في الحديث 1/ 223، والسير 7/ 403) وانظر (السنة ومكانتها 97 - 102).

الصفحة 90