كتاب دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب سلفية لا وهابية

وجل ونفي الشرك به، هو الدين الحق الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وإن ما وقع في مكة والمدينة سابقاً والشام ومصر وغيرها من البلدان من أنواع الشرك المذكورة في هذا الكتاب، أنه الكفر المبيح للدم والمال، وكل من لم يدخل في هذا الدين ويعمل بمقتضاه كما ذكر في هذا الكتاب فهو كافر بالله وباليوم الآخر، وكتبه "الشريف غالب بن مساعد" غفر الله له آمين "الشريف غالب".
ما حرر في هذا الجواب، من بديع النطق وفصل الخطاب، وما فيه من الأدلة الصحيحة الصريحة المستنبطة من الكتاب المبين وسنة سيد المرسلين، نشهد بذلك ونعتقده ونحن علماء المدينة المنورة، وندين الله به، ونسأله تعالى الموت عليه، ونقول الحمد لله رب العالمين نشهد بأن هذا الذي قام به الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ودعانا إليه إمام المسلمين سعود بن عبد العزيز من توحيد الله عز وجل ونفي الشرك هو الدين الحق الذي لا شك فيه، ولا ريب وإنما وقع في مكة والمدينة سابقاً والشام ومصر وغيرها من البلدان إلى الآن من أنواع الشرك المذكورة في هذا الكتاب أنها الكفر المبيح للدم والمال، وكل من لم يدخل في هذا الدين ويعمل به ويعتقده كما ذكر الإمام في هذا الكتاب فهو كافر بالله واليوم الآخر، والواجب على إمام المسلمين، وكافة المسلمين القيام بفرض الجهاد وقتال أهل الشرك والعناد.
وكل من خالف ما في هذا الكتاب من أهل مصر والشام والعراق، وكل من كان على دينهم الذي هم عليه الآن، فهو كافر مشرك من موقعه ويمكنه في ذلك إزالة ما عليه من الشرك والبدع وأن يجعل رايته بالنصر خافقة إنه سميع مجيب، وصلى الله على محمد وآله وصحبه.
فذا العرش لا تجعل ببغداد منيتي ... ولكن بنجد حبذا بلداً نجد
بلاد نأت عنها البراغيت والتقى ... بها العين والآرام والعفر والربد
وقدم بعض أهل هجر إلى بغداد فاستوبأها وقال:
أرى الريف يدنو كل يوم وليلة ... وازداد من نجد وصاحبه بعدا
ألا أن بغداد بلاد بغيضة ... إلي وإن كانت معيشتها رغد
بلاد تهب الريح فيها مريضة ... وتزداد خبثاً حين تمطر أو تندى1
وقال آخر:
فيا حبذا نجد وطيب ترابه ... إذا هضبته بالعشي هواضبه
وريح صبا نجد إذا تنسمت ... ضحى أو سرت جنح الظلام جنائبه
__________
1 جريدة أم القرى العدد (8) 5/7/1343هـ الموافق 30/1/1924م.

الصفحة 23