كتاب دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب سلفية لا وهابية

الشيخ أمامك وقت الذكر، لذلك تجدهم لا يخشعون عند التسبيح وتلاوة القرآن بل يخشعون عند ذكر الشيخ، فيبدأ الصراخ والبكاء.
2- سألت قريبي مرة عن الوسائل التي تجلب للمصلي الخشوع وتطرد الوساوس، فقال لي: تصور الشيخ في صلاتك، فقلت له: كيف أتصور الشيخ في الصلاة؟ فهل أنا أصلي للشيخ؟ أم أصلي لله؟
3- ورد في الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك"، روها مسلم. فهذه المرتبة الكبيرة أن تعبد الله كأنك تنظر إليه. ولما كان الله لا يمكن لأحد أن يراه في الدنيا، فقال صلى الله عليه وسلم: "اعبد الله وصل له وأنت تعتقد أنه يراك"، هذه مرتبة الإحسان التي هي مراقبة الله عز وجل أعطاها -المتصوفة الجهال- لمشايخهم، فبدلاً من أن يراقبوا الله الذي يراهم راحوا يراقبون شيخهم بدلاً من الله تعالى، وهذا هو الشرك والضلال.
4- تعرفت على شاب موحد كان متصوفاً فحكى لي سبب تركه للتصوف قائلاً: بعد أن أعطانا وكيل الشيخ أوراد الطريقة وانصرفنا وإذا به ينادينا جميعاً فيقول لنا: نسيت أن أقول لكم: عليكم أن تتصوروا الشيخ عند قراءتكم الورد في الذكر، فلما سمع الشاب هذا الكلام ترك الصوفية، وأصبح موحداً –على منهج السلف الصالح.
إن طريقة هذا الشاب ليست طريقتي التي اتخذتها على الشيخ الذي رآني في المسجد، ولكن طرق التصوف رغم كثرة عددها واختلافها فإنها متفقة على تصور الشيخ أثناء الذكر.
5- دعاني قريبي إلى حفل مولد في بيته، فلما دخلت الدار سمعت الحاضرين

الصفحة 454