كتاب دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب سلفية لا وهابية

البشرية جزاء عبثهم بها قروناً كثيرة، فلا يجديهم شرق ولا غرب، وتلعنهم الجن والإنس بما نقضوا من عهود الله تعالى ومواثيقه، عند ذلك تتفجر شرايين اليهود والنصارى والمشركين والمنافقين غيظاً على ما يعاينونه من عزة الإسلام وقوة أتباعه، وخذلان الباطل، وتنكيس أعلامه خاصة وهم يشاهدون راية التوحيد والإيمان ترفرف فوق "رومية" عاصمة أهل الصلبان، والتي هي اليوم مقراً لباب الفاتيكان، وتأمل معي هذا الأثر الصحيح: عن أبي قبيل: كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص وسئل أي المدينتين تفتح أولاً القسطنيطينية أو رومية؟ فدعا عبد الله بصندوق له حلق، قال: فأخرج منه كتاباً، قال: فقال عبد الله: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي المدينتين تفتح أولاً أقسطنطينية أم رومية؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مدينة هرقل تفتح أولاً يعني القسطنطينية1.
وستكون رايات الجهاد ضد المشركين والكفرة وأصحاب البدع ترفرف في أنحاء العالم الإسلامي.
وستكون دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ناصعة مهما عبث العابثون والمضللون والخرافيون وأذنابهم، وقد خيب الله أمل كبير القساوسة المجرم "الزويمر" الذي يقول وهو يتبجح: "لقد انتهت هذه الحركة كاملة، ولقد ثبت الآن أن وجودها السياسي كان مجرد تمثيلية رائعة"2، ولكن الله غالب على أمره،
__________
1 أخرجه أحمد وصححه الحاكم ووثق الذهبي.
2 انظر: الجزيرة العربية مهد الإسلام –تأليف زويمر ص 191.
ويعلق سانت جون فلبي في كتابه الجزيرة العربية ص 160: والعجيب أن هذا التعليق ما زال باقياً –رغم أنه قيل بمناسبة تدمير الدرعية- في طبعة 1902 لكتاب زويمر مع أنها السنة التي استرد فيها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الرياض.

الصفحة 472