كتاب دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب سلفية لا وهابية

ثانياً: عبد الله1 بن محمد بن عبد الوهاب:
ولد في الدرعية سنة 1165، فنشر العلم واضطلع بالدعوة إلى جانب عمله في القضاء، وشارك في قتال إبراهيم باشا وجنده حين طوق الدرعية، وبعد أن سقطت في يد الباشا نقل الشيخ عبد الله إلى مصر سنة 1233هـ، وظل بها كالمعتقل حتى وافته المنية سنة 1242هـ، رحمه الله.
قال ابن بشر:
واجتمع عليه أهل البحيرة ونهضوا على الترك من كل جانب كأنهم الأسود، وقاتلوا قتالاً يشيب لهوله المولود، فأظلمت البحيرة كأنها الليل، وصريخ السيوف في الرؤس كأنه صهيل الخيل، فأخرجوهم منها صاغرين، وقتلوا من الترك عدة مئات حتى قال لي بعض من حضر ذلك: لو حلفت بالطلاق أني من الموضع الفلاني إلى الموضع الفلاني لم أطأ إلا على رجل مقتول لم أحنث، فدخل الترك بعد هذا الفشل، وصار في قلوبهم منهم وجل، ثم أرسلوا إلى الباشا وطلبوا الصلح، فأجابهم إليه بعد ما كان أبياً، ولان لهم بعدما كان قاسياً.
وحين سلمت الدرعية سنة 1233هـ نقل الإمام عبد الله وابنه عبد الرحمن إلى مصر ومعه بعض آل الشيخ، وأما ابنه سليمان فقتله هذا الطاغية في الدرعية. وأما عبد الرحمن فتوفي بمصر سنة 1273 مع أخيه علي، رحمهما الله رحمة واسعة2.
__________
1 هو عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، ولد في الدرعية سنة 1165هـ، ونشأ في بيت والده، وتلقى العلم من والده أيضاً، ولما توفي والده خلفه في أعماله، فصارت له الزعامة الدينية، واستمر في منصبه إلى أن سقطت الدرعية سنة 1233هـ/1818م على يد إبراهيم باشا، الذي حمل معه الشيخ عبد الله إلى مصر، فبقي السيخ عبد الله في مصر إلى أن توفي سنة 1244هـ -1829م.
2 عنوان المجد في تاريخ نجد. عثمان بن بشر.

الصفحة 54