كتاب دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب سلفية لا وهابية

الهمم، حتى انبعثت صيحات الحق من هنا وهناك تهتف: شعارنا الوحيد إلى الإسلام من جديد، وهكذا كانت أفكار الشيخ رحمه الله تعالى، والتي تأسست على التقوى من أول يوم قائمة على التوحيد والدين الخالص، وهذا أقوى عوامل المقاومة الجهادية التي أرغمت النفوذ المنحرف والدعوات الهدامة والتقليد الأعمى.
وهذه رسالة موجهة إلى أهل القصيم1 يشرح فيها عقيدته السلفية المباركة قال رحمه الله:
بسم الله الرحمن الرحيم
أشهد الله ومن حضرني من الملائكة وأشهدكم أني أعتقد ما اعتقده أهل السنة والجماعة من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث والموت، والإيمان بالقدر خيره وشره، ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله من غير تحريف ولا تعطيل، بل أعتقد أن الله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (الشورى) ، فلا أنفي عنه ما وصف به نفسه ولا أصرف الكلم عن مواضعه، ولا ألحد في أسمائه وآياته، ولا أكيف، ولا أمثل صفاته بصفات خلقه لأنه تعالى لا سمي له ولا كيف، ولا ند له، ولا يقاس بخلقه فإنه سبحانه وتعالى أعلم بنفسه وبغيره وأصدق من أهل التحريف والتعطيل فقال تعالى: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ. وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الصافات) ، فالفرقة الناجية وسط في باب أفعاله تعالى بين
__________
1 تاريخ نجد المسمى روضة الأفكار والأفهام لمرتاد حال الإمام وتعدد غزوات ذوي الإسلام، ط 3-شركة الصفحات الذهبية –الرياض 1403هـ- تحقيق ناصر الدين الأمد، ص170-178.

الصفحة 88