كتاب تعظيم الله جل جلاله «تأملات وقصائد»
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
المقدمة
الحمدُ للهِ الذي رفعَ السماءَ بقدرتِهِ وبسطَ الأرضَ بمشيئتهِ ومهَّدَها للسُّلَّاك، وسَخَّرَ الفُلكَ ومهَّدَ المُلْكَ ودبَّر الأملاك.
الحيُّ القيومُ الذي لا تأخُذُه سِنَةٌ ولا نومٌ، الذي خلقَ الموتَ والحياةَ وقدَّر النجاةَ والهلاكَ.
الذي له الخلقُ والأمرُ، وبيدهِ الإطلاقُ والإمساكُ، الذي أنشأَ اللوحَ والقلمَ، وعلَّمَ الإنسانَ ما لم يعلمْ ووهبَ له العقلَ الكاملَ والفهمَ والإدراكَ ...
والصلاةُ والسلامُ على البشيرِ النذير والسراج المنيرِ، أعظمِ الخلقِ خشيةً لربّهِ وتعظيمًا له، وتمجيدًا لجلالِهِ، وعبادةً وذكرًا وشكرًا ومحبةً وخوفًا ورجاءً ورغبًا ورهبًا.
واللهُ سبحانه وتعالى هو أهلُ الثناءِ والمجدِ، وصاحبُ الجبروتِ والملكوتِ والكبرياءِ والعظمةِ ...
هو عالِمُ السرِّ وأخفى، قيومُ السمواتِ والأرضِ، عالمُ الأسرارِ، مقيلُ العثار، مدبرُ الليلِ والنهارِ.
{هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ}.
هو الأولُ فليس قبلَهُ شيءٌ، وهو الآخرُ فليس بعدَهُ شيءٌ وهو الظاهرُ فليسَ فوقَهُ شيءٌ، وهو الباطنُ فليسَ دونَهُ شيءٌ ...
الصفحة 5
288