كتاب الجامع الصحيح للسيرة النبوية (اسم الجزء: 1)
فيه ولا ذرة، وارتفع نجم مالك وصار كالنجم، والآخر فله ارتفاع بحسبه، ولا سيما في السير، وأما أحاديث الأحكام فينحط حديثه فيها عن رتبة الصحة، إلى رتبة الحسن، إلا فيما شذّ فيه، فإنه يعدّ منكراً، هذا الذي عندي في حاله!
وقال (¬1): والذي يظهر لي أن ابن إسحاق حسن الحديث، صالح الحال، صدوق، وما تفرد ففيه نكارة، فإن في حفظه شيئاً، وقد احتج به الأئمة!
وقال (¬2): كان أحد أوعية العلم، حَبْراً في معرفة المغازي والسير، وليس بذلك المتقين، فانحط حديثه عن رتبة الصحة، وهو صدوق في نفسه مرضي!
وقال العراقي (¬3): المشهور قبول حديث ابن إسحاق، إلا أنه مدلّس، فإذا صرّح بالتحديث كان حديثه مقبولاً!
وقال ابن حجر (¬4): ما يتفرد به وإن لم يبلغ درجة الصحيح فهو في درجة الحسن إذا صرّح بالتحديث .. وإنما يصحح له من لا يفرق بين الصحيح والحسن، ويجعل كل ما يصلح للحجة صحيحاً، وهذه طريقة ابن حبان ومن ذكر معه!
توفي ببغداد (150 هـ)، وقيل (151 هـ)، وقيل (152 هـ)!
8 - محمد بن عمر الواقدي:
كان الثاني بعد ابن إسحاق في العلم بالمغازي والسير والتواريخ، قال فيه
¬__________
(¬1) ميزان الاعتدال: 3: 475.
(¬2) تذكرة الحفاظ: 1: 173.
(¬3) طرح التثريب: 8: 72.
(¬4) فتح الباري: 11: 167.
الصفحة 117
1884