كتاب الجامع الصحيح للسيرة النبوية (اسم الجزء: 1)
الذهبي: جمع فأوعى، وخلط الغث بالسمين، والخرز بالدر الثمن، فاطرحوه لذلك، ومع هذا لا يستغنى عنه في المغازي، وأيام الصحابة وأخبارهم!
وقال: وقد تقرر أن الواقدي ضعيف، يحتاج إليه في الغزوات والتاريخ, ونورد آثاره من غير احتجاج، أما في الفرائض فلا ينبغي أن يذكر!
وقال: وزنه عندي أنه مع ضعفه، يكتب حديثه ويروى؛ لأني لا أتهمه بالوضع، وقول من أهدره فيه مجازفة من بعض الوجوه، كما أنه لا عبرة بتوثيق من وثقه، كيزيد، وأبي عبيد، والصاغاني، والحربي، ومعن، وتمام عشرة محدثين، إذ قد انعقد الإجماع اليوم على أنه ليس بحجة، وأن حديثه في عداد الواهي (¬1)!
وقال البخاري: الواقدي مدني، سكن بغداد، متروك الحديث، تركه أحمد، وابن معين، وابن نمير، وإسماعيل بن زكريا، وقال في موضع آخر: كذبه أحمد، وقال معاوية بن صالح، قال لي أحمد بن حنبل: الواقدي كذاب (¬2)!
وقال ابن حجر: الواقدي إذا لم يخالف الأخبار الصحيحة ولا غيره من أهل المغازي فهو مقبول عند أصحابنا (¬3)!
وكانت كتبه عمدة للمؤرخين من بعده (¬4)، ونقلوا منها واقتبسوا، وللواقدي كتاب (التاريخ الكبير) مرتب على السنين، اقتبس منه الطبري في
¬__________
(¬1) سير أعلام النبلاء: 9: 454 - 469 (172).
(¬2) تهذيب التهذيب: 9: 364 (604).
(¬3) التلخيص الحبير: 2: 291 (1116).
(¬4) السيرة النبويّة في ضوء القرآن والسنة: 1: 31.
الصفحة 118
1884