كتاب الجامع الصحيح للسيرة النبوية (اسم الجزء: 1)
- رضي الله عنه - وتاركٌ ذكر غيرهم من ولد إِسماعيل، على هذه الجهة للاختصار، إِلى حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتاركٌ بعض ما ذكره ابن إِسحاق في هذا الكتاب، مما ليس لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه ذكر، ولا نزل فيه من القرآن شيء، وليس سبباً لشيء من هذا الكتاب، ولا تفسيراً له، ولا شاهداً عليه، لما ذكرت من الاختصار، وأشعاراً ذكرها لم أر أحداً من العلم بالشعر يعرفها، وأشياء بعضها يشنع الحديث به، وبعض يسوء بعض الناس ذكره، وبعض لم يقر لنا البكائي بروايته، ومستقص -إِن شاء الله- ما سوى ذلك منه مبلغ الرواية له، والعلم به)! (¬1)
وقال الذهبي: هذب السيرة النبويّة، وسمعها من زياد البكائي، صاحب ابن إسحاق، وخفّف من أشعارها، وروى فيها مواضع من عبد الوارث ابن سعيد وأبي عبيدة، ورواها عنه محمد بن حسن القطان، وعبد الرحيم بن عبد الله بن البرقي، وأخوه أحمد بن البرقي (¬2)!
وقد قام الحافظ ابن حجر بتخريج الأحاديث المنقطعة في سيرة ابن هشام في مصنف مستقل، وللأسف فقد هذا المصنف (¬3)!
وكانت وفاته (218 هـ)!
وقد شرح هذه السيرة شرحاً يدل على تبحّر في العلم، وتضلّع في علم اللغة والأدب والأخبار، الإِمام أبو القاسم السهيلي المتوفى (581 هـ) في كتابه القيّم (الروض الأنف) قال في مقدمته:
¬__________
(¬1) السيرة النبويّة: 1: 36 - 37 تحقيق الدكتور همام عبد الرحيم سعيد، ومحمد بن عبد الله أبو صعيليك.
(¬2) سير أعلام النبلاء: 10: 429 (131)، وانظر: وفيات الأعيان: 3: 177.
(¬3) السيرة النبوية الصحيحة: 1: 58 نقلاً عن عنوان المجد 1 / ق 51.
الصفحة 120
1884