كتاب الجامع الصحيح للسيرة النبوية (اسم الجزء: 1)

هذه الشخصيّة الكاملة إلى الأبد، ولذلك كان من الضروري الاحتفاظ بصورتها الكاملة، كل كلمة منها، كل إشارة، كل لمحة من لمحات وجودها .. حتى نستطيع أن نفيد منها في كل مرحلة من مراحل الحياة عندما نحتاج إليها)!
ومن الغريب أن الصورة الكاملة لغير محمد - صلى الله عليه وسلم - من الأنبياء غير محفوظة -كما أسلفنا- فمن حياة المسيح التي استمرت ثلاثاً وثلاثين سنة، نعرف الأحداث المرتبطة بالأعوام الثلاثة الأخيرة من حياته .. والتوراة الموجودة هي المصدر الوحيد للقليل الذي نعرفه عن موسى (¬1)!
وبعد أن تحدث عن الفروق المنهجيّة بين علماء الحديث وعلماء المغازي، قال: أليس بين أيدينا كتاب عن حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - اعتمد اعتماداً كاملاً على الحديث الشريف الصحيح وحده) (¬2)!
وقال: (إلى يوم الدين لن يستطيع أحد أن ينافس المسلمين في فخرهم بحفظ أدق تفاصيل كل حادث في حياة الرسول، بطريقة دقيقة وواعية)!
وقد سبق ذكر ذلك في حديثنا عن خصائص السيرة النبوية، وبيان أنها أصح سيرة لتاريخ نبي مرسل!
وفي رحلة منهجيّة استغرقت خمساً وثمانين صحيفة قبل أن ينتقل إلى دراسة التأليف الغربي عن السيرة، تابع ما عند الغرب من اتجاهات في كتابة السيرة، مركزاً على القرن السابع عشر وما بعده، وأورد قوائم بهذه المؤلفات، ذكرا منها سبعة عشر مؤلفاً في القرن التاسع عشر ومطالع القرن العشرين (1815 - 1909 م)!
¬__________
(¬1) المرجع السابق، نقلاً عن: 1: 2 - 3 سيرة النبي ط. الإنجليزية.
(¬2) المرجع السابق، نقلاً عن: 1: 8 هامش.

الصفحة 158