كتاب الجامع الصحيح للسيرة النبوية (اسم الجزء: 1)
- فقهيّة حضاريّة (¬1)!
وقد شهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - في هذا العالم تعليم الله وهدايته (¬2)، وبشّر الصالحين بالفوز والنجاح، والنجاة والفلاح، فهو (مبشّر)!
ونادى الغافلين، وأسمع الصمّ، وحذّر المذنبين عاقبة ذنوبهم، وأنذر المشرفين على الهلاك، وأيقظ النائمن، فهو (منذر)!
ودعا إلى الله من ضلّ عن سبيل الحق والهُدى والفوز، فهو (داع)!
وإن هو إلا نور يستضاء به إلى يوم القيامة، ونبراس يستنار بأشعّته في شعاب الحياة الملتوية، فتنكشف به الظلمات المتراكمة، فهو (السراج المنير) إلى الأبد!
وصدق الله العظيم: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45)} [الأحزاب: 45]!
نعم، إن جميع الأنبياء كانوا شهداء ودعاة ومبشّرين ومنذرين، بيد أن هذه الصفات لم تكن هكذا في جميع الرسل .. بل كان بعضها في بعضهم أظهر من أخواتها!
فقد غلبت على يعقوب وإسحاق وإسماعيل -عليه السلام- صفة الشهادة، فكانوا شهداء الحق!
¬__________
(¬1) انظر كتابنا: الهجرة النبويّة ودورها في بناء المجتمع الإسلامي: 20 وما بعدها، مكتبة الفلاح، ط ثانية 1409 هـ - 1988 م.
(¬2) الرسالة المحمديّة: 42 وما بعدها: السيد سليمان الندوي، دار الفتح، دمشق ط ثالثة 1393 هـ - 1973 م.
الصفحة 20
1884