كتاب الجامع الصحيح للسيرة النبوية (اسم الجزء: 1)

ومن ثم أبصرنا الفجر يبعث خيوطه، والنور يتشقق به الأفق، بعد ليل طال أمده!
وإذا بالصادقين من الخلف يسيرون على نهج السلف الصالح، في صحوة إلى غير سبات!
ويوم تمسك سلفنا بالكتاب والسنة، وكان لهم في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة، تسلّموا قيادة العالم وريادته، وجاء من بعدهم خلف انحرفوا فانجرفوا، واستمروا في الهبوط، حتى تخلفت الأمة، وحينئذ جاءتها:
- قارعة التتار!
بيد أنها لم تستخلص الدرس، فأصابتها:
- جحافل الغرب!
واستيقظت بعض اليقظة حين رفعت مصر العار والشنار عن الأمة في مواجهة الشرق وهزيمته، والغرب وهزيمته!
- وجاءت مصيبة الأندلس!
- ثم كارثة فلسطين!
بيد أن الأمل قائم في أن ترجع إلى هذه الأمة سيرتها الأولى إذا ما كان لها في الرسول - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة!
وهنا نبصر الفجر قد أشرقت أنواره، وبدت مطالعه!
ونبصر قلوباً تتطلع إلى الخير والمستقبل المليء بالخير!
ونحس بأننا خلف صالح لسلف صالح!

الصفحة 220