كتاب الجامع الصحيح للسيرة النبوية (اسم الجزء: 1)

التراث الإسلامي الذي كُتب عن خصائص رسالة محمد خاتم النبيّين - صلى الله عليه وسلم - كمًّا وكيفاً ما وقع على أيدي برابرة (الحضارة) الأوروبيّة الحاقدة في عواصم الأندلس، حينما تألّبت عصبيّات الحقد الأسود على (الدّين القيّم)، منتهزة فرصة تميّع الحكم الإسلامي، وتفاهة الحاكمين باسم الإسلام في هذا الجانب من العالم الإسلامي، فمزّقته شرّ ممزّق!
وفي غمرة هذا التمزّق .. وفي حومة هذا الضعف والهوان .. استولى أولئك الحاقدون، ومتعصبو الصليبيّة الحمقاء على ما كانت تعجّ به خزائن الفكر والعلم من آلاف الألوف من مؤلفات المفكّرين والباحثين في شتى مناحي الفكر وجوانب المعرفة، فنهبوا منها ما نقلوه إلى بلادهم وأوطانهم، وأحرقوا منها ما أحرقوا في جنون حاقد، وحقد مجنون، وذهبت هذه الثروة الفكريّة الضخمة مع مُلك الأندلس إلى متاهات الفناء والضياع!
والذي وقع من السلب والنهب والتحريق والتدمير في عواصم الإسلام الكبرى وقع مثله وأعظم منه في مكتبات العالم، وخزائن العلم التي كانت منتشرة في أنحاء العالم الإسلامي وغيره، عندما تعاوت ذئاب الفتن داخل الكيان الإسلامي على أيدي الزنادقة من القرامطة، والباطنيّة، والدول التي قامت على أنقاض دول غلبتها على أزمة الحكم؛ فدمّرت آثارها الفكريّة والعمرانيّة، ومحت من صفحة الوجود آثار علمائها ومفكّريها، وغيّرت أوضاعها ونظمها الاجتماعية!
وعلى الجملة فكل أثر فكري يتصل بالإِسلام من قريب أو بعيد هو حصيلة الأقلام والأفكار التي كانت خصائص الرسالة والرسول - صلى الله عليه وسلم - معينها الذي تنهل منه وتعل!

الصفحة 43