كتاب الجامع الصحيح للسيرة النبوية (اسم الجزء: 3)

الإِنجيل بالعبرانيّة ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخاً كبيراً قد عمي! فقالت له خديجة: يابن عمّ، اسْمَعْ من ابن أخيك! فقال له ورقة: يابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - خبر ما رأى! فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزّل الله على موسى، يا ليتني فيها جذَعاً، ليتني أكون حيًّا إِذ يُخرجك قومك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَوَمُخْرجيَّ هُمْ؟ " قال: نعم، لم يأت رجلٌ قطّ بمثل ما جئت به إِلا عودي، وإِن يُدركني يومُك أنْصُرك نَصْراً مُؤَزراً، ثم لم يَنْشَبْ ورقَةُ أن توُفي، وفتر الوحي (¬1)!
قال النووي: هذا الحديث من مراسيل الصحابة -رضي الله عنهم- فإن عائشة -رضي الله عنها - لم تدرك هذه القصة، فتكون قد سمعتها من النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو من الصحابي (¬2)!
قال ابن حجر: وتعقبه من لم يفهم مراده فقال: إذا كان يجوز أنها سمعتها من النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكيف يجزم بأنها من المراسيل (¬3)!
والجواب أن مرسل الصحابي ما يرويه من الأمور التي لم يدرك زمانها،
¬__________
(¬1) البخاري: 1 - بدء الوحي (3)، وانظر (3392، 4953، 4955، 4956، 4957، 6982)، ومسلم (160)، وأحمد: 6: 233، وعبد الرزاق (9719)، والبيهقي: الدلائل: 2: 135 - 136، وأبو نعيم: الدلائل: 1: 275 - 277، والآجري: الشريعة: 439 - 440، والطيالسي (1467)، والطبري: التفسير: 30: 161 - 162، وأبو عوانة: 1: 110، 113، والبغوي: شرح السنة (3735)، وابن أبي عاصم: الأوائل (99)، والطبراني: الأوائل: 42، وابن منده: الإيمان (683) واللالكائي: أصول الاعتقاد (1408، 1409)، وابن حبان (33).
(¬2) مسلم بشرح النووي: 2: 197.
(¬3) انظر ترجمة عائشة -رضي الله عنها- في كتابنا: حديث بدء الوحي في الميزان: 12.

الصفحة 570