كتاب الجامع الصحيح للسيرة النبوية (اسم الجزء: 3)

العلم في بعضها، وذكره بأوصاف تليق بمهمته المقدسة في البعض الآخر، قال تعالى: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97)} (البقرة)!
وذلك في سياق الرد على اليهود، وبيان زيف اعتقادهم، ومزاعمهم الفاسدة حول الله والملائكة ورسله!

قال ابن جرير: أجمع أهل العلم بالتأويل جميعاً على أن هذه الآية نزلت جواباً لليهود من بني إسرائيل؛ إذ زعموا أن جبريل عدو لهم، وأن ميكائيل وليّ لهم، ثم اختلفوا في السبب الذي من أجله قالوا ذلك (¬1)!
وقال تعالى: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102)} (النحل)!

قال ابن جرير (¬2): يقول تعالى ذكره لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -: قل يا محمد للقائلين لك: إنما أنت مفتر فيما تتلو عليهم من آي كتابنا، أنزله روح القدس يقول: قل جاء به جبريل من عند ربي بالحق!
¬__________
(¬1) تفسير الطبري: 1: 143، وانظر: تفسير ابن كثير: 1: 129، وتفسير القرطبي: 2: 36، وتفسير الألوسي: 1: 331، وتفسير القاسمي: 2: 198 وما بعدها، وتفسير الشوكاني: 1: 180 وما بعدها، وتفسير المنار: 1: 391 وما بعدها وتفسير الفخر الرازي: 3: 194 وما بعدها، وتفسير ابن الجوزي: 1: 117، والبخاري: 65 - التفسير (4480)، وأحمد: 1: 78، وأيضاً (2483، 2514)، ومرويات الإِمام أحمد في التفسير: 1: 81 - 83، والطبراني: 12: 190 - 191 (13012)، ومجمع الزاوئد: 8: 242، والترمذي (3117)، وصحيح الترمذي (4292)، وتحفة الأشراف: 4: 394.
(¬2) تفسير الطبري: 14: 177، وانظر: 1: 405.

الصفحة 577